للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى صِفَتِه؛ والأصل من ذلك أن تقع الصِّفَةُ تَبَعًا للمَوْصوفِ على أنَّها نعتٌ له وتُعْرَبُ بإِعْرابه.

وفي الآيَة الكَريمَة: إضافَةُ المَوْصوفِ إلى الصِّفَة ووَصْفُ المَوْصوفِ بالصِّفَةِ في أَوَّلهِا وآخِرِها؛ فإضافَةُ المَوْصوفِ إلى الصِّفَةِ قَوْله تعالى: {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} ولو كان في غَيْرِ القُرْآن وأردنا أن نُحَوِّلَه إلى أن تكون الصِّفَةُ تبعًا للمَوْصوف لقلنا: استكبارًا في الأَرْض والمكْرَ السَّيِّئِ؛ لكن هنا صار من بابِ الإِضافَةِ.

وفيها أيضًا وَصْفُ المَوْصوفِ بالصِّفَةِ قَوْله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ} أيُّهُما الأَصْلُ هنا بين المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ قال: [وَوَصْفُ المَكْرِ بالسَّيِّئِ أَصْلٌ] لو قال بَدَلَ [أصل]: جارٍ على الأَصْلِ؛ لكان أَوْضَحَ وهذا هو مُرَادُه، قال: [وإِضافَتُه إليه قَبْلُ] يعني به إضافَةَ المَوْصوفِ إلى الصِّفَةِ في قَوْلِه: مَكْرَ السَّيِّئِ؛ يقول: [استعمالٌ آخَرُ] يعني جارٍ على اسْتِعْمالٍ آخَرَ في اللُّغَة العَرَبِيَّة؛ لأنَّ اللُّغَة العَرَبِيَّة أحيانًا تُضيفُ المَوْصوفَ إلى صِفَتِهِ؛ واضِحٌ؟

قال: [قُدِّرَ فيه مُضَافٌ] حَسَب شَرْحِهِ هو وتَفْسيرِهِ؛ حيث قال: [{وَمَكْرَ} العَمَلِ {السَّيِّئِ} حَذَرًا من الإِضَافَةِ إلى الصِّفَة].

وهذا الذي قاله الأخير يُنازَعُ فيه، وذلك لأنَّه لا داعِيَ إلى ذلك، فلا حاجة إلى أن نُقَدِّرَ مَحْذُوفًا لِأَجْلِ أن نَمْنَعَ إضافَةَ المَوْصوفِ إلى الصِّفَة؛ لأن إضافَةَ المَوْصوفِ إلى الصِّفَةِ في اللُّغَة العَرَبِيَّة كثيرٌ شائِعٌ ليس هذا أمرًا محذورًا في اللُّغَة العَرَبِيَّة حتى نقولَ نَحْتاجُ إلى تَقْديرِ ما يُصَحِّحُه؛ ولهذا نقول: {مَكْرَ السَّيِّئِ} جارٍ على أَصْلِهِ؛ بمَعْنى أنَّه لا حاجَةَ إلى أن يُقَدَّرَ فيه شيءٌ مَحْذُوفٌ.

ثم قال تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ} قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [يَنْتَظِرونَ] هذا تَفْسيرٌ

<<  <   >  >>