كتاب المسالك القويمة بتراجم رجال ابن خزيمة، في الصحيح والتوحيد والفوائد

الفصل السادس: في ذكر بعض الصور والمواقف الدالة على عظيم منزلته ومكانته، بين أوساط أهل العلم من أهل زمانه، ومن جاء بعدهم - المبحث الثامن: قصد المحدثين الرحلة إليه. - ج: 1 - ص: 224

مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة أَوَّل مَا قَدِمْتُ نَيْسَابُور، وَتَكَلَّمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنَا شَابٌ حَدَثُ السِّن، فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الشَّاش، قَالَ لِي: إِلَى مَنَ اخْتَلَفْتَ؟ قُلْتُ: إِلَى أَبِي اللَّيْث، قَالَ: وَأَبُو اللَّيْث هَذَا أَيُّ مَذْهَبٍ يَعْتَقِدُ؟ قُلْتُ: حَنْبَلي، فَقَالَ: يَا بنَيّ قُلْ شَافِعِي، وَهَلْ كَانَ أَحْمَدُ بن حَنْبَل إِلا غُلامًا مِنْ غِلْمَان الشَّافِعِي؟ " (١).

المَبْحَثُ الثَّامِنُ: قَصْدُ المُحَدِّثِيْنَ الرِّحْلَةَ إِلَيهِ.

قَالَ الحاكِم فِي "تَارِيخِه": "مُحَمَّد بن عِلي الدِّمَشْقِي أَبُو بَكْر الشَّامِي كَانَ مِنَ الغُرَبَاء الَّذِيْن وَرَدُوَا عَلَى أَبِي بَكْر بن خُزَيْمَة سَنَة عَشْر وَثَلاثُمائَة" (٢).

المَبْحَثُ التاسِعُ: تُقْوِيم مَرَاتِب الرُّوَاةِ بهِ.

قَالَ عَلي بن زيد البَيْهَقِي: "أَبُو الحُسَيْن عَلي بن أَخمَد الفَقِيْه البَيْهَقِي كَانَ فِي عِدَادِ مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَةَ رَحِمَهُ الله (٣).

المَبْحَثُ العَاشِر: حِرْصُ أَهْلِ العِلْمِ عَلَى سُؤَالِهِ أَثَنَاء رُؤْيَتِهِ لَهُ فِي المَنَام.

قَالَ الحَاكِم أبُو عَبْد الله: أُرِيْتُ أَبَا بَكَر مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيَمْة فِي المنام فِي مَسْجِدِ أَبِي بَكْر المُطَرِّز، وَأَنَا أَسْأَلُهُ عَنْ هَذَا الخِلافِ عَلَى هِشَامِ، فَقَالَ لِي: إِنَّ عُرْوَةَ بن الزُّبْيَرَ ذَهَبَ إِلَى بُسْرَةَ بِنت صَفْوَان حَتَّى شَافَهَتَهُ بِالحِدِيث (٤).

---

(١) مُعْجَم الأُدَبَاء (٦/ ٢٤٠٢).
(٢) تَاريخ دِمَشَق (٥٤/ ٤٠٥).
(٣) تَاريخ بَيْهَق (ص: ٣١٦).
(٤) الخِلافِيَّات (٢/ ٢٤٢/ ٥١٧).