قلت: نَسَبَهُ باهِلِيًّا أبُو سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد الله مَوْلى بَنِي هَاشِم في إِحْدى الرِّوَايَتَيْن عَنْه أَخْرَجَها عَنْه أَحْمَد في المُسْنَد (١/ ٦٢)، وَرَوَاه عَنْه الحُمَيْدِي في مُسْنَدِه (برقم: ٣٦) فقال: عن عِكْرِمَة بن إِبْرَاهِيم فلم يَنْسِبْهُ، وقد تابَعَه عَلَى هذه الرِّوَايَة الأَخِيْرَة حَرَمِي بن عُمَارَة، وسَهْل بن حَمَّاد الدَّلال أَخْرَجَه عَنْهُمَا أبُو يَعْلَى في مُسْنَدِه كما في المَقْصَد العَلِي (برقم: ٣٥٣، ٣٥٤)، وخَالَفَهُ في رِوَايَتِهِ الأُوْلى المُعَلّى بن مَنْصُور الرَّازِي أَخْرَجَه ابن أبي شَيْبَة في المُسْنَد كما في نَصْب الرَّايَة (٣/ ٢٧١)، وعَمْرو بن الرَّبِيع بن طارِق الهِلالِي أَخْرَجَه الطَّحَاوِي في شَرْح مُشْكِل الآثار (برقم: ٤٢٢١) فقالا: حَدَّثَنَا عِكْرِمَة بن إِبْرَاهِيم الأَزْدِي، زاد ابن الرَّبِيع المَوْصِلِي، ولم يَتَفَطّن لما سَبَق العَلامة الحُسَيْنِي في كِتَابيه التَّذْكِرَة (٢/ ١١٨١)، والإِكْمَال (١/ ٥٨٧) حَيْثُ قال: عِكْرِمَة بن إِبْرَاهِيم البَاهِلِي، عن عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد الله بن أبي ذُبَاب، وَعَنْه أَبُو سَعِيد مَوْلَى بَنِي هَاشِم ليْس بِمَشْهُور. وَتَبِعَه أَبُو زُرْعَة بن العِرَاقِي فقال في ذَيْل الكَاشِف (برقم: ١٠٥٨): لا أَعْرِف حَاله. وتَعَقّبَه الحافظ في التَّعْجِيل بأنَّه الأَزْدِي، وأنَّه مَشْهُور، وحاله مَعْرُوْفَة بالضَّعْف. وَتَعَقَّبَه العَلامة أَبُو الأَشْبَال مُحَدِّث الدِّيَار المِصْرِيّة فقال في حاشِيَتِه على المُسْنَد (١/ ٢١٩): أنا أَرَى أنَّ هذا وَهْمٌ من الحافظ، تَبع فِيه ابن القَيّم في زَاد المَعَاد حَيْثُ ذَكَرَ هذا الحَدِيث فقال: فَرَوَى عِكْرِمَة بن إِبْرَاهِيم الأَزْدِي، عن ابن أَبِي ذئاب، عن أَبِيه ... إلخ - هكذا فِيه عن أَبِي ذئاب وهو خَطَأ كما ترى! -، فَمِن أَيْنَ لَهُم أنَّ هذا الأَزْدِي الَّذي تَرْجَمُوا لَهُ هو البَاهِلِي؟ ! والأَزْدِي مَعْرُوف، تَرْجَم له البُخَارِي في التَّارِيخ الكَبِير، وتَرْجَم له الخَطِيب في تارِيخ بَغْدَاد، ولم يُشِر إلى أنَّه يَرْوِي عن عَبْد الله بن عَبْد الرَّحْمَن بن أَبِي ذُبَاب، ولا إلى أنَّه يَرْوِي عَنْه أبُو سَعِيد مَوْلى بَنِي هاشِم، فلذلك أنا أُرَجِّح أن البَاهِلِي الَّذي في هذا الإِسْنَاد غَيْر الأَزْدِي، وأنَّه راوٍ مَجْهُول الحال، يُتَوَقَّف في =