قال خالِد بن عَبْد العزيز:"كان عَفِيْفًا عن الأَمْوَال؛ لا يأَخُذُ على القَضَاء دِرْهَمًا، وكان يَطْلب الأَمْوال التي في أَيدي النَّاس مِن الوُقُوْف والصَّدقات، حتى جَعَل لمن دَلّه على شَيء من ذلك عُشْر العُشر، فأخبر عن مال عَبْد الوهاب بن عَبْد المَجِيد، فأرسل إليه فسأله عنه، فأَقَرّ له به، وقال: هَو مِن وقوف في يدي. فأمر بتثبيت الوقوف، فأحيا الوقوف بما أمر به في تثبيتها، وحمد ذلك منه".
وقال عَبْد الوَاحد بن عَتَّاب:"باع أَرْضًا له فأَنْفَق ثَمَنَها في أَيام ولايته".
عزله عن القضَاء:
قال وَكِيع في "أَخْبَار القُضَاة": أخبرني عَبْد الله بن الحَسَن، عن النُمَيْري، قال: سمعت مُحَمَّد بن عَبْد الله الأنصَارِي، وخَلاد بن يَزِيد، وعَبْد الرَّحْمَن بن عَفَّان بن الرَّبِيع، يحدِّث عن أَبِيه، ومُحَمَّد بن عَبْد الله بن حَمَّاد، ومن لا أحصي يُخْبِرُون خَبَر خالد بن طُلَيْق، وخَبَر الوَفْد الَّذين خَرَجُوا في أَمْرِه، ولا أخلص حَدِيث بعضهم من بعض: إنَّ أَخْبار خالِد، وعَجَائبه انتهت إلى المَهْدِي، وكان مُحَمَّد بن سُلَيْمان لا يألو ما أنهي ذلك إليه، وكان عَبْد الله بن مالك يقوم بأمره للجراية عنه، وخرج مُحَمَّد إلى المَهْدِي في بعض خرجاته، فأكب على المَهْدِي يسأله عَزله، حتى أجابه إلى ذلك، فقدم مُحَمَّد البَصْرَة ووجده جالسًا في المسجد للحكم، قال ابن حَمَّاد: وحدثني مَحْبُوب بن هِلال، صاحب الدِّيْوَان، قال: قال لي مُحَمَّد: ائت خالِدًا فانهه عن الجلوس؛ فقد عَزله أَمِير المُؤمنين! قال: فأتيته فأبلغته ذلك عن مُحَمَّد، فقال: أمعه رسالة؟ قال: فأتيت مُحَمَّدًا، فأخبرته، فقال: لهفي على قاضي كذا، أنا أحمل إليه رسالة؟ ! ، أيا عمير، انطلق حتى تسحب برجله من