للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسجد. فسبق الخبر إليه عميرًا، فدخل داره ثم خرج مُغْضَبًا إلى المَهْدِي، فوجه مُحَمَّد في أثره عُثْمَان بن الرَّبِيع الثَّقَفِي، وإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الخَطَّابِي، ومُحَمَّد بن عَبْد الله الأَنْصَارِي، ويُوْسُف بن خالِد السَّمتي، ويَزِيْد بن عَوَانة الكَلْبي، وعِيْسَى بن حاضِر البَاهِلي، وقد كان أمرهم قبل خروجهم أن يسمعوا من كل من شكا أو شهد عَلَيه بشيء.

وقال بعضهم: إن المَهْدِي أمر مُحَمَّدًا بذلك. فجمعوا ذلك كله في كتاب ثم خرجوا فركب كل رجلين عنهم في سَفِيْنة، فكان الخَطَّابِي وعِيْسَى بن حاضِر في سَفِيْنَة، والأنصاري وَيزِيْد بن عَوَانة في سَفِيْنَة، وعُثْمَان بن أَبِي الرَّبِيع، ويُوْسُف بن خالِد في سَفِيْنَة، وخرجوا من البَصْرَة ليلًا لِكَثْرَة النَّاس؛ حتى انتهوا إلى بَغْداد، قال بعضهم: وقد كان خالد رُدَّ على عمله، فلمَّا بلغه سَيْرُهم إلى بَغْدَاد قال: لا أبرح حتى أفضحهم فأقام.

وقال بعضهم: لم يرد على عمله، وأمر بالمقام حتى يجمع بينهم.

قال حَمَّاد: فَحَدَّثَنِي أبُو يعقوب الخَطَّابِي قال: قال: لي مُحَمَّد بن سُلَيْمان: قد أَعْياني الأَنْصَارِي إن بحثت إلى المُعْوَنة على خالِد، قلت له: أَطْمعه في القَضَاء! فأطمعه، فكان أَشَدّنا عَلَيه.

قالوا: فَصِرْنا إلى باب المَهْدِي، فلم نَصل في أَول يوم، فَعُدْنا من الغَد، فَجَلَس لنا ودخلنا عَلَيه بُكْرة فلم نَزل بين يديه إلى قَرِيب من الظُّهْر.

فكان أَوّل من تكلم الخَطَّابِي، فأثنى على أَمِير المُؤمِنين، ثم ذكر خالِدًا، وكان خالِد قد ساء بَصَره، وكان تائهًا مُستكبرًا، فقال: من المتكَلّم؟ فقيل له: إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الخَطَّابِي. قال: إن هذا قدم عَلَينا من الجزِيْرَة طارئًا مُخْتلّا،

<<  <  ج: ص:  >  >>