ثَالِثًا: رواية الطَّبَرَانِي هي من طريق شَيْخه مُحَمَّد بن شُعَيْب وهو ممن لا يُحْتَج به، وقد خالفه مُحَمَّد بن جَرِير الطَّبَرِي - كما في شَرْح صَحِيح البُخَارِي لابن بَطَّال (٩/ ٤٩٢)، ومُحَمَّد بن عَبْد الله بن رُسْتَه - أَحَد الثِّقَات - كما في الطِّب (٢/ ٧٣٥/ ٨٤٧)، لأبيِ نُعَيْم فقالا جميعًا: حَدَّثَنَا سَعِيد بن عَنْبَسَة، زاد الطَّبَرِي: الرَّازِي. وَفِيْه دَلِيل عَلى أن سَعِيد بن عَنْبَسَة في هذا الحَدِيث هو الرَّازِي - كما جَزَم به الشَّيْخ أَوّلًا - ويؤيده أنهم ذَكَرُوا في تَرْجَمَة الرَّازِي أنَّه رَوَى عن أبي عُبَيْدة الحدَّاد، أما نِسْبَة مُحَمَّد بن شُعَيْب له إلى القَطَّان فَمُحْتَمَلٌ أن ذلك مِن غَرَائبه، ومُحتمَل أنّها نِسْبَة أُخْرَى للرَّازِي الخَزَّاز، وقد أشار إلى هذا الاحْتِمَال العَلامة المُعَلّمِي في حاشية الفَوَائِد المَجْمُوعَة (ص: ١٦٨) حَيْثُ قال: لعله كان يَبِيع القُطْن مَع الخَزّ. اهـ. قال السَّمْعَانِي في الأَنسَاب (١٠/ ١٨٤): القَطَّان بِفَتْح القَاف، وَتَشْدِيد الطَّاء المُهْمَلَة، وفي آخرها نُوْن، نِسْبَةٌ إلى بَيْع القُطْن. (١) مَجْمَع البَحْرَيْن (٧/ ٧٣). (٢) مُختصَر المُخْتَصَر (٣/ ٣٢٧). (٣) الصَّحِيح (برقم: ١٨٧٨)، إِتْحَاف المَهَرَة (٦/ ٥٣٠/ ٦٩٣٧). تابَعَهُ مُحَمَّد بن حُمْرَان بن عَبْد العَزِيز القَيْسِيُّ البَصْرِيُّ. أَخْرَجَه الطَّبَرَانِي كما في جَامِع المَسَانِيد (٧/ ٣٣٨).