كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي

١ - كتاب الطهارة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ٢ - باب ما جاء في فضل الطهور - ج: 1 - ص: 57

ثم لزمه رغبة في العلم راضيًا بشبع بطنه فكانت يده مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يدور معه حيث ما دار وكان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحضر ما لا يحضر سائر المهاجرين والأنصار، لاشتغال المهاجرين بالتجارة والأنصار بحوائطهم. وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه حريص على العلم والحديث، وقال له: يا رسول الله إني سمعت منك حديثًا كثيرًا وإني أخشى أن أنسى، قال: "ابسط رداءك" قال: فبسطت فغرف يده فيه ثم قال: "ضمه" فضممته فما نسيت شيئًا بعد.

قال البخاري: روى عنه أكثر من ثمان مائة رجل من بين صاحب وتابع، واستعمله عمر على البحرين ثم عزله ثم أراده على العمل فأبى عليه ولم يزل يسكن المدينة وبها كانت وفاته سنة سبع وقيل ثمان وقيل تسع وخمسين وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.

روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة آلاف حديث وثلاثمائة حديث وأربعة وسبعون حديثًا.

اتفقا على ثلاثمائة حديث وخمسة وعشرين، انفرد البخاري بثلاثة وتسعين ومسلم بثمانية وتسعين.

وكان من أصحاب الصفة، وهو حليف أبي بكر الصديق.

قال: وفي الباب عن ثوبان (١) وحديثه عند ابن ماجه من حديث سفيان عن

---

(١) في هامش الأصل: حديث ثوبان ليس عند ابن ماجه، والذي عنده بهذا السند: "لن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"، وهو غير هذا الحديث. اهـ.
قلت: في "السنن" (٢٧٧)، وقال المزي في "التحفة" (٢٠٨٦): قال أحمد بن حنبل: لم يسمع سالم من ثوبان، بينهما معدان.
وأحسب هذا من "السنن"! =