حدثنا ابنُ أبي عمر: ثنا سفيان بن عُيينة، عن عبدِ الكريم بن أبي المُخارِق أبي أمية، عن حسّان بن بلال قال:"رأيت عمّارَ بن ياسر يتوضأ، فخلّل لحيته، فقيل له: أو قال: أتُخلّل لحيتك؟ فقال: وما يمنعني؛ ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُخَلِّل لحيتَه".
حدثنا ابن أبي عمر: ثنا سفيان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن حسّان بن بلال، عن عمّار، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مثله.
قال: وفي الباب عن عائشة، وأمِّ سلمة وأنس، وابن أبي أوفى وأبي أيوب.
قال: سمعت إسحاق بن منصور يقول: سمعتُ أحمدَ بن حنبل قال: قال ابن عيينة: لم يَسْمَع عبدَ الكريم من حسَّان بن بلال حديث التَّخليل.
وقال محمد بن إسماعيل: أصحُّ شيءٍ في هذا الباب حديثُ عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن عثمان.
وقال بهذا أكثر أهل العلم، مِن أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومَن بعدهم، رأوا تخليل الَّلحية، وبه يقول الشافعيُّ.
وقال أحمد: إنْ سها عن التخليل فهو جائز.
وقال إسحاق: إن تركه ناسيًا أو متأوِّلًا أجزأه (١)، وإن تركه عامدًا أعاد.
حدثنا يحيى بن موسى: ثنا عبد الرزاق، عن إسرائيل، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن عثمان بن عفَّان:"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُخلِّل لحيته". هذا حديث
(١) قوله: "إسحاق إن تركه ناسيًا أو متأولًا أجزأه" ألحقه ناسخ س في هامشها وصحح اللحق.