للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"والخامس: يفصل بست غرفات، يتمضمض بثلاث غرفات، ثمَّ يستنشق بثلاث غرفات".

قال الشيخ محيي الدين -رحمه الله تعالى-: "والصحيح الوجه الأول، وبه جاءت الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما". (١)

والرافعي يخالفه في التصحيح (٢).

قال النووي: "وأمَّا حديثُ الفصل فضعيف، فتعيَّن المصيرُ إلى الجمع بثلاث غرفات، كما ذكرنا، لحديث عبد الله بن زيد" (٣).

يعني قوله فيه: "ثمَّ أدخل يده في الإناء، فمضمض واستنشق واستنثر ثلاثًا بثلاث غرفات من ماءٍ الحديث.

قلت: هذا اللفظ الذي أشار إليه في حديث عبد الله بن زيد هو صحيح من رواية مالك، وسفيان، وغيرهما، عن عمرو بن يحيى.

ولكن اللفظ الآخر الذي فيه: "مِن كفٍّ واحدٍ" ثابت أيضًا من رواية خالد بن عبدِ اللهِ الطحّان، وسليمان بن بلال، عن عمرو كما بيّناه.

وحديثُ ابنِ عباس في معناه صحيحٌ أيضًا، ويدخل فيهما الوجه الثاني والثالث.

فالأحاديث الصحيحة جاءت بالوجه الأول والثاني والثالث، لا تخصيص الوجه الأول فقط كما قال (٤).

وأمّا أحاديث الفصل فليست كذلك، والله أعلم.


(١) "شرح النووي" على مسلم (٣/ ١٠٦).
(٢) في "فتح العزيز" (١/ ٣٩٧) وأشار إلى ترجيح الوجه الرابع أو الخامس من الفصل بين المضمضة والاستنشاق.
(٣) في "شرحه" على "صحيح مسلم" (٣/ ١٠٦).
(٤) النووي في شرحه على مسلم كما تقدم العزو إليه آنفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>