للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورد: وَرْدُ كُلِّ شَجَرَةٍ: نَوْرُها، وَقَدْ غَلَبَتْ عَلَى نَوْعِ الحَوْجَم. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الوَرْدُ نَوْرُ كُلِّ شَجَرَةٍ وزَهْرُ كُلِّ نَبْتَة، وَاحِدَتُهُ وَرْدة؛ قَالَ: وَالْوَرْدُ بِبِلَادِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ، رِيفِيَّةً وبَرِّيةً وجَبَليّةً. ووَرَّدَ الشجرُ: نَوَّرَ. وَوَرَّدت الشَّجَرَةُ إِذا خَرَجَ نَوْرُها. الْجَوْهَرِيُّ: الوَرد، بِالْفَتْحِ، الَّذِي يُشمّ، الْوَاحِدَةُ وَرْدَةٌ، وَبِلَوْنِهِ قِيلَ للأَسد وَرْدٌ، وَلِلْفَرَسِ ورْد، وَهُوَ بَيْنَ الكُمَيْت والأَشْقَر. ابْنُ سِيدَهْ: الوَرْد لَوْنٌ أَحمر يَضْرِبُ إِلى صُفرة حَسَنة فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ فَرَس وَرْدٌ، وَالْجَمْعُ وُرْد ووِرادٌ والأُنثى ورْدة. وَقَدْ وَرُد الفرسُ يَوْرُدُ وُرُودةً أَي صَارَ وَرْداً. وَفِي الْمُحْكَمِ: وَقَدْ وَرُدَ وُرْدةً واوْرادّ؛ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ ايرادَّ يَوْرادُّ عَلَى قِيَاسِ ادْهامَّ واكْماتَّ، وأَصله اوْرادَّ صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ

؛ أَي صَارَتْ كَلَوْنِ الوَرْد؛ وَقِيلَ: فَكَانَتْ وَرْدة كلونِ فرسٍ وَرْدةٍ؛ وَالْوَرْدُ يَتَلَوَّنُ فَيَكُونُ فِي الشِّتَاءِ خِلَافَ لَوْنِهِ فِي الصَّيْفِ، وأَراد أَنها تَتَلَوَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكبر كَمَا تَتَلَوَّنُ الدِّهَانُ الْمُخْتَلِفَةُ. وَاللَّوْنُ وُرْدةٌ، مِثْلُ غُبْسة وشُقْرة؛ وَقَوْلُهُ:

تَنازَعَها لَوْنانِ: وَرْدٌ وجُؤْوةٌ، ... تَرَى لأَياءِ الشَّمْسِ فِيهَا تَحَدُّرا

إِنما أَراد وُرْدةً وجُؤْوةً أَو وَرْداً وجَأًى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُلْنَا ذَلِكَ لأَن وَرْدًا صِفَةٌ وجؤوة مَصْدَرٌ، وَالْحُكْمُ أَن تَقَابَلَ الصِّفَةُ بِالصِّفَةِ وَالْمَصْدَرُ بِالْمَصْدَرِ. ووَرَّدَ الثوبَ: جَعَلَهُ وَرْداً. وَيُقَالُ: وَرَّدَتِ المرأَةُ خدَّها إِذا عَالَجَتْهُ بِصَبْغِ الْقُطْنَةِ الْمَصْبُوغَةِ. وعَشِيّةٌ وَرْدةٌ إِذا احمَرَّ أُفُقها عِنْدَ غُروب الشَّمْسِ، وَكَذَلِكَ عِنْدَ طُلوع الشَّمْسِ، وَذَلِكَ عَلَامَةُ الجَدْب. وَقَمِيصٌ مُوَرَّد: صُبِغَ عَلَى لَوْنِ الْوَرْدِ، وَهُوَ دُونَ المضَرَّجِ. والوِرْدُ: مِنْ أَسماءِ الحُمَّى، وَقِيلَ: هُوَ يَوْمُها. الأَصمعي: الوِرْدُ يَوْمُ الحُمَّى إِذا أَخذت صَاحِبَهَا لِوَقْتٍ، وَقَدْ وَرَدَتْه الحُمَّى، فَهُوَ مَوْرُودٌ؛ قَالَ أَعرابي لِآخَرَ: مَا أَمارُ إِفْراقِ المَوْرُودِ «١» فَقَالَ: الرُّحَضاءُ. وَقَدْ وُرِدَ عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمّ فَاعِلُهُ. وَيُقَالُ: أَكْلُ الرُّطَبِ مَوْرِدةٌ أَي مَحَمَّةٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والوِرْدُ ووُردُ الْقَوْمِ: الْمَاءُ. والوِرْدُ: الْمَاءُ الَّذِي يُورَدُ. والوِرْدُ: الإِبل الوارِدة؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

لَوْ دَقَّ وِرْدي حَوْضَه لَمْ يَنْدَهِ

وَقَالَ الْآخَرُ:

يَا عَمْرُو عَمْرَ الْمَاءِ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ

وأَنشد قَوْلَ جَرِيرٍ فِي الْمَاءِ:

لَا وِرْدَ للقَوْمِ، إِن لَمْ يَعْرِفُوا بَرَدى، ... إِذا تكَشَّفَ عَنْ أَعْناقِها السَّدَفُ

بَرَدى: نَهْرُ دِمَشْقَ، حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى. والوِرْدُ: العَطَشُ. والمَوارِدُ: المَناهِلُ، واحِدُها مَوْرِدٌ. وَوَرَدَ مَوْرِداً أَي وُرُوداً. والمَوْرِدةُ: الطَّرِيقُ إِلى الْمَاءِ. والوِرْدُ: وقتُ يومِ الوِرْدِ بَيْنَ الظِّمْأَيْنِ، والمَصْدَرُ الوُرُودُ. والوِرْدُ: اسْمٌ مِنْ وِرْدِ يومِ الوِرْدِ. وَمَا وَرَدَ مِنْ جَمَاعَةِ الطَّيْرِ والإِبل وَمَا كَانَ، فَهُوَ وِرْدٌ. تَقُولُ: وَرَدَتِ الإِبل وَالطَّيْرُ هَذَا الماءَ وِرْداً، وَوَرَدَتْهُ أَوْراداً؛ وأَنشد:

فأَوْراد القَطا سَهْلَ البِطاحِ

وإِنما سُمِّيَ النصيبُ مِنْ قراءَة الْقُرْآنِ وِرْداً مِنْ هَذَا. ابْنُ سِيدَهْ: ووَرَدَ الماءَ وَغَيْرَهُ وَرْداً ووُرُوداً


(١). قوله [إفراق المورود] في الصحاح قال الأَصمعي: أفرق المريض من مرضه والمحموم من حماه أي أَقبل. وحكى قول الأَعرابي هذا ثم قال: يَقُولُ مَا عَلَامَةُ بُرْءِ المحموم؟ فقال العرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>