للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ؛ بِالدَّالِ، وَقَالَ مُؤْدُونَ فِي الكُراعِ والسِّلاح؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقِرَاءَةُ بِالذَّالِ لَا غَيْرُ، وَالدَّالُ شَاذَّةٌ لَا تَجُوزُ عِنْدِي الْقِرَاءَةُ بِهَا، وقرأَ عَاصِمٌ وَسَائِرُ الْقُرَّاءِ بِالذَّالِ. وَرَجُلٌ حَدْرَدٌ: مُسْتَعْجِلٌ. والحَيْدارُ مِنَ الْحَصَى: مَا صَلُبَ وَاكْتَنَزَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ تَمِيمِ بْنِ أَبي مُقْبِلٍ:

يَرْمِي النِّجادَ بِحَيْدارِ الحَصى قُمَزاً، ... فِي مِشْيَةٍ سُرُحٍ خَلْطٍ أَفانِينَا

وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: رَمَاهُ اللَّهُ بالحَيْدَرَةِ أَي بالهَلَكَةِ وحَيٌّ ذُو حَدُورَةٍ أَي ذُو اجْتِمَاعٍ وَكَثْرَةٍ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ المُؤَرِّج: يُقَالُ حَدَرُوا حَوْلَهُ ويَحْدُرُون بِهِ إِذا أَطافوا بِهِ؛ قَالَ الأَخطل:

ونَفْسُ المَرْءِ تَرْصُدُها المَنَايا، ... وتَحْدُرُ حَوْلَه حَتَّى يُصارَا

الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ: امرأَة حَدْراءُ وَرَجُلٌ أَحدر؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، وَمَا كِدْتَ تَعْزِفُ، ... وأَنْكَرْتَ مِنْ حَدْراءَ مَا كنتَ تَعْرِفُ

قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْحَدْرَاءُ فِي نَعْتِ الْفَرَسِ فِي حُسْنِهَا خَاصَّةً. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن أُبيّ بْنَ خَلَفٍ كَانَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ وَهُوَ يَقُولُ: يَا حَدْرَاها

؛ يُرِيدُ: هَلْ رأَى أَحد مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ يَا حَدْراءَ الإِبل، فَقَصَرَ، وَهِيَ تأْنيث الأَحدر، وَهُوَ الْمُمْتَلِئُ الْفَخِذِ وَالْعَجُزِ الدَّقِيقُ الأَعلى، وأَراد بِالْبَعِيرِ هَاهُنَا النَّاقَةَ وَهُوَ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى كالإِنسان. وتَحَدُّرُ الشَّيْءِ: إِقبالهُ؛ وَقَدْ تَحَدَّرَ تَحَدُّراً؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:

فَلَمَّا ارْعَوَتْ فِي السَّيْرِ قَضَّيْنَ سَيْرَها، ... تَحَدُّرَ أَحْوَى، يَرْكَبُ الدّرَّ، مُظْلِم

الأَحوى: اللَّيْلُ. وَتَحَدُّرُهُ: إِقباله. وَارْعَوَتْ أَي كَفَّتْ. وَفِي تَرْجَمَةِ قلع: الِانْحِدَارُ وَالتَّقَلُّعُ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ، أَراد أَنه كَانَ يَسْتَعْمِلُ التثبيت وَلَا يَبِينُ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْحَالِ اسْتِعْجَالٌ وَمُبَادَرَةٌ شَدِيدَةٌ. وحَدْراءُ: اسْمُ امرأَة.

حدبر: الحِدْبارُ: العَجْفاءُ الظَّهْرِ. وَدَابَّةٌ حِدْبِيرٌ: بَدَتْ حراقِيفُه ويَبِسَ مِنَ الْهُزَالِ. وَنَاقَةٌ حِدْبارٌ وحِدْبيرٌ، وَجَمْعُهَا حَدابِيرُ، إِذا انْحَنَى ظَهْرُهَا مِنَ الْهُزَالِ ودَبِرَ، الْجَوْهَرِيُّ: الحِدْبار مِنَ النُّوقِ الضَّامِرَةُ الَّتِي قَدْ يَبِسَ لَحْمُهَا مِنَ الْهُزَالِ وَبَدَتْ حَرَاقِفُهَا. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي الِاسْتِسْقَاءِ: اللَّهُمَّ إِنا خَرَجْنَا إِليك حِينَ اعْتَكَرَتْ عَلَيْنَا حَدابِيرُ السِّنِين

؛ الحدابِيرُ: جمعُ حِدْبار وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي بَدَا عَظْمُ ظَهْرِهَا ونَشَزَتْ حَرَاقِيفُهَا مِنَ الْهُزَالِ، فَشَبَّهَ بِهَا السِّنِينَ الَّتِي كَثُرَ فِيهَا الْجَدْبُ وَالْقَحْطُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ

ابْنِ الأَشعث أَنه كَتَبَ إِلى الْحَجَّاجِ: سأَحملك عَلَى صَعْبٍ حِدْباءَ حِدْبَارٍ يَنِجُّ ظَهْرُهَا

؛ ضُرِبَ ذَلِكَ مَثَلًا للأَمر الصَّعْبِ والخُطَّةِ الشديدة.

حذر: الحِذْرُ والحَذَرُ: الْخِيفَةُ. حَذِرَهُ يَحْذَرُهُ حَذَراً واحْتَذَرَهُ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد:

قلتُ لقومٍ خَرجُوا هَذالِيلْ: ... احْتَذِرُوا لَا يَلْقَكُمْ طَمالِيلْ

ورجلُ حَذِرٌ وحَذُرٌ «١» وحاذُورَةٌ وحِذْرِيانٌ: مُتَيَقِّظٌ شَدِيدُ الحَذَرِ والفَزَعِ، مُتَحَرِّزٌ؛ وحاذِرٌ: متأَهب مُعِدٌّ كأَنه يَحْذَرُ أَن يفاجَأَ؛ وَالْجَمْعُ حَذِرُونَ وحَذارَى. الْجَوْهَرِيُّ: الحَذَرُ والحِذْرُ التَّحَرُّزُ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ فِي تعدِّيه:


(١). قوله: [وحذر] بفتح الحاء وضم الذال كما هو مضبوط بالأصل، وجرى عليه شارح القاموس خلافاً لما في نسخ القاموس من ضبطه بالشكل بسكون الذال

<<  <  ج: ص:  >  >>