حَذِرٌ أُمُوراً لَا تُخافُ، وآمِنٌ ... مَا ليسَ مُنْجِيهِ مِنَ الأَقْدارِ
وَهَذَا نَادِرٌ لأَن النَّعْتَ إِذا جَاءَ عَلَى فَعِلٍ لَا يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولٍ. وَالتَّحْذِيرُ: التَّخْوِيفُ. والحذارُ: المُحاذَرَةُ. وَقَوْلُهُمْ: إِنه لابْنُ أَحْذارٍ أَي لابْنُ حَزْمٍ وحَذَرٍ. والمَحْذُورَةُ: الْفَزَعُ بِعَيْنِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ
، وَقُرِئَ: حَذِرُونَ وحَذُرونَ أَيضاً، بِضَمِّ الذَّالِ، حَكَاهُ الأَخفش؛ وَمَعْنَى حَاذِرُونَ متأَهبون، وَمَعْنَى حَذِرُونِ خَائِفُونَ، وَقِيلَ: مَعْنَى حَذِرُونِ مُعِدُّونَ. الأَزهري: الحَذَرُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ حَذِرْتُ أَحْذَرُ حَذَراً، فَأَنا حاذِرٌ وحَذِرٌ، قَالَ: وَمَنْ قرأَ: وإِنا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ؛ أَي مُسْتَعِدُّونَ. وَمَنْ قرأَ: حَذِرُونَ، فَمَعْنَاهُ إِنا نَخَافُ شَرَّهُمْ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: حَاذِرُونَ، رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ مُؤْدُونَ: ذَوُو أَداةٍ مِنَ السِّلَاحِ. قَالَ: وكأَنَّ الحاذِرَ الَّذِي يَحْذَرُكَ الْآنَ. وكَأَنَّ الحَذِرَ المَخْلُوقُ حَذِراً لَا تَلْقَاهُ إِلَّا حَذِراً. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الحاذِرُ المستعدُّ، والحَذِرُ الْمُتَيَقِّظُ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الحاذِرُ المُؤْدِي الشَّاكُّ فِي السِّلَاحِ؛ وأَنشد:
وبِزَّةٍ مِن فَوْقِ كُمَّيْ حاذِرِ، ... ونَثْرَةٍ سَلَبْتُها عَنْ عامِرِ،
وحَرْبَةٍ مِثْلِ قُدَامَى الطَّائِرِ
وَرَجُلٌ حِذْرِيانٌ إِذا كَانَ حَذِراً، عَلَى فِعْليانٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ*
؛ أَي يُحَذِّرُكُمْ إِياه. أَبو زَيْدٍ: فِي الْعَيْنِ الحَذَرُ، وَهُوَ ثِقَلٌ فِيهَا مِنْ قَذىً يُصِيبُهَا؛ والحَذَلُ بِاللَّامِ، طُولُ الْبُكَاءِ وأَن لَا تَجِفَّ عَيْنُ الإِنسان. وَقَدْ حَذَّرَهُ الأَمَر وأَنا حَذِيرُكَ مِنْهُ مُحَذِّرك مِنْهُ أُحَذِّرُكَهُ. قَالَ الأَصمعي: لَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وكأَنه جَاءَ بِهِ عَلَى لَفْظِ نَذِيرُكَ وعَذِيرُكَ. وَتَقُولُ: حَذَارِ يَا فُلَانُ أَي احْذرْ؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ:
حَذارِ مِنْ أَرْماحِنا حَذارِ ... أَوْ تَجْعَلُوا دُونَكُمُ وَبارِ
وَتَقُولُ: سُمِعَتْ حَذارِ فِي عَسْكَرِهِمْ ودُعِيَتْ نَزال بَيْنَهُمْ. والمَحْذُورَةُ: كالحَذَرِ مَصْدَرٌ كالمَصْدُوقَةِ والمَلْزُومَة، وَقِيلَ: هِيَ الْحَرْبُ. وَيُقَالُ: حَذارِ مِثْلُ قَطامِ أَي احْذرْ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ حَذار وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ:
حَذارِ حَذارٍ مِنْ فَوارِسِ دارِمٍ، ... أَبا خالِدٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَتَنَدَّما
فَنَوَّنَ الأَخيرة وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُ ذَلِكَ غَيْرَ أَن الشَّاعِرَ أَراد أَن يُتِمَّ بِهِ الْجُزْءَ. وَقَالُوا. حَذارَيْكَ، جَعَلُوهُ بَدَلًا مِنَ اللَّفْظِ بِالْفِعْلِ، وَمَعْنَى التَّثْنِيَةِ أَنه يُرِيدُ: لِيَكُنْ مِنْكَ حَذَرٌ بَعْدَ حَذَرٍ. وَمِنْ أَسماء الْفِعْلِ قَوْلُهُمْ: حَذَرَكَ زَيْداً وحَذَارَكَ زَيْدًا إِذا كُنْتَ تُحَذِّرُه مِنْهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: حَذارِك، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وحُذُرَّى صِيغَةٌ مَبْنِيَّةٌ مِنَ الحَذَرِ؛ وَهِيَ اسْمٌ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ. وأَبو حَذَرٍ: كُنْيَةُ الحِرْباء. والحِذْرِيَةُ والحِذْرِياءُ: الأَرضُ الخَشِنَةُ؛ وَيُقَالُ لَهَا حَذارِ اسْمُ مَعْرِفَةٍ. النَّضْرُ: الحِذْرِيَةُ الأَرض الْغَلِيظَةُ مِنَ القُفِّ الخَشِنَةُ، وَالْجَمْعُ الحَذارَى. وَقَالَ أَبو الخَيْرَةِ: أَعلى الْجَبَلِ إِذا كَانَ صُلْباً غَلِيظًا مُسْتَوِيًا، فَهُوَ حِذْرِيةٌ، والحِذْرِيَةُ عَلَى فِعْليَةٍ قِطْعَةٌ مِنَ الأَرض غَلِيظَةٌ، وَالْجَمْعُ الحَذارَى، وَتُسَمَّى إِحدى حَرَّتَيْ بَنِي سُلَيْمٍ الحِذْرِيَةَ. واحْذَأَرَّ الرجلُ: غَضِبَ فاحْرَنْفَشَ وتَقَبَّضَ. والإِحْذارُ: الإِنذار. والحُذارِياتُ: الْمَنْذُورُونَ.