إِنما تَقُولُ نَظَرْتُ فُلَانًا أَي انْتَظَرْتُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحُطَيْئَةِ:
وَقَدْ نَظَرْتُكُمُ أَبْناءَ صَادِرَةٍ ... لِلْوِرْدِ، طَالَ بِهَا حَوْزِي وتَنْساسِي
وإِذا قُلْتَ نَظَرْتُ إِليه لَمْ يَكُنْ إِلا بِالْعَيْنِ، وإِذا قُلْتَ نَظَرْتُ فِي الأَمر احْتَمَلَ أَن يَكُونَ تَفَكُّراً فِيهِ وَتَدَبُّرًا بِالْقَلْبِ. وَفَرَسٌ نَظَّارٌ إِذا كَانَ شَهْماً طامِحَ الطَّرْفِ حدِيدَ القلبِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ أَبو نُخَيْلَةَ:
يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّةً لَمْ تُهْجَمِ
نَظَّارِيَّةٌ: نَاقَةٌ نَجِيبَةٌ مِنْ نِتاجِ النَّظَّارِ، وَهُوَ فَحْلٌ مِنْ فُحُولِ الْعَرَبِ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
والأَرْحَبِيّ وجَدّها النَّظَّار
لَمْ تُهْجَم: لَمْ تُحْلَبْ. والمُناظَرَةُ: أَن تُناظِرَ أَخاك فِي أَمر إِذا نَظَرْتُما فِيهِ مَعًا كَيْفَ تأْتيانه. والمَنْظَرُ والمَنْظَرَةُ: مَا نَظَرْتَ إِليه فأَعجبك أَو سَاءَكَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: المَنْظَرَةُ مَنْظَرُ الرَّجُلِ إِذا نَظَرْتَ إِليه فأَعجبك، وامرأَة حَسَنَةُ المَنْظَرِ والمَنْظَرة أَيضاً. وَيُقَالُ: إِنه لَذُو مَنْظَرَةٍ بِلَا مَخْبَرَةٍ. والمَنْظَرُ: الشَّيْءُ الَّذِي يُعْجِبُ النَّاظِرَ إِذا نَظَرَ إِليه ويَسُرُّه. وَيُقَالُ: مَنْظَرُه خَيْرٌ مِنْ مَخْبَرِه. وَرَجُلٌ مَنْظَرِيٌّ ومَنْظَرانيٌّ، الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ: حَسَنُ المَنْظَرِ؛ وَرَجُلٌ مَنْظَرانيٌّ مَخْبَرانيّ. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا لَفِي مَنْظَرٍ ومُستَمَعٍ، وَفِي رِيٍّ ومَشْبَع، أَي فِيمَا أَحَبَّ النَّظَرَ إِليه وَالِاسْتِمَاعَ. وَيُقَالُ: لَقَدْ كُنْتُ عَنْ هَذَا المَقامِ بِمَنْظَرٍ أَي بمَعْزَل فِيمَا أَحْبَبْتَ؛ وَقَالَ أَبو زيد يُخَاطِبُ غُلَامًا قَدْ أَبَقَ فَقُتِلَ:
قَدْ كنتَ فِي مَنْظَرٍ ومُسْتَمَعٍ، ... عَنْ نَصْرِ بَهْرَاءَ، غَيرَ ذِي فَرَسِ
وإِنه لسديدُ النَّاظِرِ أَي بَرِيءٌ مِنَ التُّهْمَةِ يَنْظُرُ بمِلءِ عَيْنَيْهِ. وَبَنُو نَظَرَى ونَظَّرَى: أَهلُ النَّظَرِ إِلى النِّسَاءِ والتَّغَزُّل بِهِنَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابية لِبَعْلِهَا: مُرَّ بِي عَلَى بَني نَظَرَى، وَلَا تَمُرَّ بِي عَلَى بَنَاتِ نَقَرَى، أَي مُرَّ بِي عَلَى الرِّجَالِ الَّذِينَ يَنْظُرُونَ إِليّ فأُعجبهم وأَرُوقُهم وَلَا يَعِيبُونَني مِنْ وَرَائِي، وَلَا تَمُرَّ بِي عَلَى النِّسَاءِ اللَّائِي يَنْظُرْنَنِي فيَعِبْنَني حَسَدًا ويُنَقِّرْنَ عَنْ عُيُوبِ مَنْ مَرَّ بِهِنَّ. وامرأَة سُمْعُنَةٌ نُظْرُنَةٌ وسِمْعَنَةٌ نِظْرَنة، كِلَاهُمَا بِالتَّخْفِيفِ؛ حَكَاهُمَا يَعْقُوبُ وَحْدَهُ: وَهِيَ الَّتِي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَنَظَّرَتْ فَلَمْ تَرَ شَيْئًا فَظَنَّتْ. والنَّظَرُ: الْفِكْرُ فِي الشَّيْءِ تُقَدِّره وَتَقِيسُهُ مِنْكَ. والنَّظْرَةُ: اللَّمْحَة بالعَجَلَة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِعَلِيٍّ: لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فإِن لَكَ الأُولى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخرةُ.
والنَّظْرَةُ: الهيئةُ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ لَمْ يَعْمَلْ نَظَرُه لَمْ يَعْمَلْ لسانُه؛ وَمَعْنَاهُ أَن النَّظْرَةَ إِذا خرجت بإِبكار الْقَلْبِ عَمِلَتْ فِي الْقَلْبِ، وإِذا خَرَجَتْ بإِنكار الْعَيْنِ دُونَ الْقَلْبِ لَمْ تَعْمَلْ، وَمَعْنَاهُ أَن مَنْ لَمْ يَرْتَدِعْ بِالنَّظَرِ إِليه مِنْ ذَنْبٍ أَذنبه لَمْ يَرْتَدِعْ بِالْقَوْلِ. الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ: ونَظَرَ الدَّهْرُ إِلى بَنِي فُلَانٍ فأَهلكهم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ عَلَى المَثَلِ، قَالَ: ولستُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. والمَنْظَرَةُ: مَوْضِعُ الرَّبِيئَةِ. غَيْرُهُ: والمَنظَرَةُ مَوْضِعٌ فِي رأْس جَبَلٍ فِيهِ رَقِيبٌ يَنْظُرُ العدوَّ يَحْرُسُه. الْجَوْهَرِيُّ: والمَنظَرَةُ المَرْقَبَةُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute