للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِثَالُ هُمَزة، أَي سَاقِطٌ؛ قَالَ الحُصَين بْنُ بُكَيْرٍ الرَّبَعِيُّ:

إِني إِذا حارَ الجَبانُ الهُدَرَه، ... رَكِبْتُ مِنْ قَصْدِ السَّبِيلِ مَنْجَرَه

والمَنْجَر: الطَّرِيقُ الْمُسْتَقِيمُ. قَالَ: وَهُوَ بِالدَّالِ هُنَا أَجود مِنْهُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَبي سَعِيدٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا الْحَرْفُ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي بِفَتْحِ الْهَاءِ وهُدَرَة بِضَمِّ الْهَاءِ وبُدَرَة، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ وَاحِدُ الهِدَرَةِ هِدْرٌ مِثْلُ قِرْدٍ وقِرَدَةٍ، وأَنشد بَيْتَ الْحُصَيْنِ بْنِ بُكَيْرٍ؛ وَقَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ:

إِذا اسْتَوْسَنَتْ واسْتُثْقِلَ الهَدَفُ الهِدْرُ

وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلِ الْعَجَّاجِ:

وهَدَرَ الجَدُّ مِنَ الناسِ الهَدَرْ

فَهَدَرَ هاهنا مَعْنَاهُ أَهْدَر، أَي الجَدُّ أَسقط مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ مِنَ النَّاسِ. والهَدَرُ: الَّذِينَ لَا خَيْرَ فِيهِمْ. وهَدَرَ البعيرُ يَهْدِرُ هَدْراً وهَدِيراً وهُدُوراً: صَوَّتَ فِي غَيْرِ شِقْشِقَةٍ، وَكَذَلِكَ الْحَمَامُ يَهْدِرُ، والجَرَّةُ تَهْدِرُ هَدِيراً وتَهْداراً؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ خَمْرًا:

كُمَّتْ ثلاثَةَ أَحوال بِطِينَتِها، ... حَتَّى إِذا صَرَّحَتْ مِنْ بعدِ تَهْدارِ

وجَرَّةٌ هَدُورٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ:

دَلَفْتُ لَهُمْ بباطِيَةٍ هَدُور

الْجَوْهَرِيُّ: هَدَرَ البعيرُ هدِيراً أَي رَدَّدَ صَوْتَهُ فِي حَنْجَرَتِه. وَفِي الْحَدِيثِ:

هَدَرْتَ فأَطْنَبْتَ

؛ الهَدِيرُ: تَرَدُّدُ صَوْتِ الْبَعِيرِ فِي حَنْجَرَتِهِ، وإِبل هَوادِرُ، وَكَذَلِكَ هَدَّرَ تَهْدِيراً. وَفِي الْمَثَلِ: كالمُهَدِّرِ فِي العُنَّةِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَصِيحُ ويُجَلِّبُ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ شَيْءٌ كَالْبَعِيرِ الَّذِي يُحْبَسُ فِي الْحَظِيرَةِ وَيُمْنَعُ مِنَ الضِّرابِ، وَهُوَ يُهَدِّرُ؛ قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ يُخَاطِبُ مُعَاوِيَةَ:

قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِمِ المُعَنَّى، ... تُهَدِّرُ فِي دِمَشْقَ فَمَا تَرِيمُ

وجَرَّة النَّبِيذِ تَهْدِرُ، وهَدَرَ الطَّائِرُ وهَدَلَ يَهْدِرُ ويَهْدِلُ هَدِيراً وهَدِيلًا. الأَصمعي: هَدَرَ الْغُلَامُ وهدَلَ إِذا صَوَّتَ. قَالَ أَبو السَّمَيْدَعِ: هَدَرَ الْغُلَامُ إِذا أَراغَ الكلامَ وَهُوَ صَغِيرٌ. وجَوْفٌ أَهْدَرُ أَي مُنْتَفِخٌ. وهَدَرَ العَرْفَجُ أَي عَظُمَ نباتُه. والهادِرُ: اللبنُ الَّذِي خَثُرَ أَعلاه ورَقَّ أَسفله، وَذَلِكَ بَعْدَ الحُزُور. وهَدَرَ العُشْبُ هَدِيراً: كَثُرَ وتَمَّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الهادِرُ مِنَ الْعُشْبِ الكثيرُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا شَيْءَ أَطول مِنْهُ، وَقَدْ هَدَرَ يَهْدِرُ هُدُوراً. وأَرض هادِرَة: كَثِيرَةُ الْعُشْبِ مُتَنَاهِيَةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ للبَقْلِ قَدْ هَدَر إِذا بَلَغَ إِناه فِي الطُّول والعِظَمِ، وَكَذَلِكَ قَدْ هَدَرَت الأَرضُ هَدِيراً إِذا انْتَهَى بَقْلُهَا طُولًا. والهَدَّارُ: مَوْضِعٌ أَو وَادٍ، وَفِي حَدِيثِ

مُسَيْلِمة ذُكِرَ الهَدَّار

، هُوَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ، نَاحِيَةٌ بِالْيَمَامَةِ كَانَ بِهَا مَوْلِدُ مُسَيْلِمَةَ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:

لَا تتزوّجنَّ هَيْدَرَةً

أَي عَجُوزًا أَدبرت شَهْوَتُهَا وحَرارَتُها، وَقِيلَ: هُوَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ الهَذْر، وَهُوَ الْكَلَامُ الْكَثِيرُ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وأَبو الهَدَّار: اسْمُ شَاعِرٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

يَمْتَحِقُ الشيخُ أَبو الهَدَّارِ، ... مثلَ امْتِحاقِ قَمَرِ السِّرارِ

الْجَوْهَرِيُّ: هَدَرَ الشرابُ يَهْدِرُ هَدْراً وتَهْداراً أَي غلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>