هدكر: رَجُلٌ هُداكِرٌ: مُنَعَّم. وامرأَة هَيْدَكُرٌ وهُدْكُورَةٌ وهَيْدَكُورَة: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الهَيْدَكُور الشَّابَّةُ مِنَ النِّسَاءِ الضَّخْمَةُ الْحَسَنَةُ الدَّلِّ فِي الشَّبَابِ؛ وأَنشد:
بَهْكَنَةٌ هَيْفاءُ هَيْدَكُورُ
قَالَ أَبو عَلِيٍّ: سأَلت مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ الهَيْدَكور فَقَالَ: لَا أَعرفه، قَالَ: وأَظنه مِنْ تَحْرِيفِ النَّقَلَةِ؛ أَلا تَرَى إِلى بَيْتِ طَرَفَةَ:
فَهْيَ بَدَّاءُ، إِذا مَا أَقْبَلَتْ، ... فَخْمَةُ الجِسْمِ رَداحٌ هَيْدَكُرْ
فكأَنّ الْوَاوَ حُذِفَتْ مِنْ هَيْدَكُور ضَرُورَةً. والهَيْدَكُورُ: اللَّبَنُ الْخَاثِرُ؛ قَالَ:
قُلْنَ لَهُ: اسْقِ عَمَّكَ النَّمِيرَا ... ولَبَناً، يَا عَمْرُو، هَيْدَكُورَا
النَّضْرُ: الهُدَكِرُ أَخْثَرُ اللبنِ وَلَمْ يَحْمُضْ جِدًّا. وهَيْدَكُورٌ: لَقَبُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ.
هذر: الهَذَرُ: الْكَلَامُ الَّذِي لَا يُعْبَأُ بِهِ. هَذرَ كلامُه هَذَراً: كَثُرَ فِي الخطإِ وَالْبَاطِلِ. والهَذَرُ: الْكَثِيرُ الرَّدِيءُ، وَقِيلَ: هُوَ سَقَطُ الْكَلَامِ. هَذَرَ الرجلُ فِي مَنْطِقِهِ يَهْذِرُ ويَهْذُر هَذْراً، بِالسُّكُونِ، وتَهْذاراً وَهُوَ بِنَاءٌ يَدُلُّ عَلَى التَّكْثِيرِ، وَالْاسْمُ الهَذَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ الهَذَيانُ، وَالرَّجُلُ هَذِرٌ، بِكَسْرِ الذَّالِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا بَابُ مَا يَكْثُرُ فِيهِ الْمَصْدَرُ مِنْ فَعَلْتُ فَتُلْحِقُ الزوائدَ وَتَبْنِيهِ بِنَاءً آخَرَ كَمَا أَنك قُلْتَ فِي فَعَلْتُ فَعَّلْتُ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى التَّفْعال كالتَّهْذارِ وَنَحْوِهَا، قَالَ: وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ هَذَا مَصْدَرَ فَعَّلْتُ، وَلَكِنْ لَمَّا أَردتَ التَّكْسِيرَ بنيتَ الْمَصْدَرَ عَلَى هَذَا، كَمَا بَنَيْتَ فَعَلْت عَلَى فَعَّلت. وأَهْذَر الرجلُ فِي كَلَامِهِ: أَكثر. وَرَجُلٌ هِذْرِيانٌ إِذا كَانَ غَثَّ الْكَلَامِ كَثِيرَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ هِذْرِيانٌ خَفِيفُ الْكَلَامِ وَالْخِدْمَةِ؛ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ زُرارَةَ الكِلابيُّ يَصِفُ كَرَمَهُ وَكَثْرَةَ خَدَمِه، فَضُيُوفُهُ يأْكلون مِنَ الجَزُورِ الَّتِي نَحَرَهَا لَهُمْ عَلَى أَيّ نَوْعٍ يَشْتَهُونَ مِمَّا يَصْنَعُ لَهُمْ مِنْ مَشْوِيٍّ وَمَطْبُوخٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَن يَتَوَلَّوْا ذَلِكَ بأَنفسهم لِكَثْرَةِ خَدَمِهم وَالْمُسَارِعِينَ إِلى ذَلِكَ:
إِذا مَا اشْتَهَوْا مِنْهَا شِواءً، سَعَى لَهُمْ ... بِهِ هِذْرِيانٌ لِلْكِرَامِ خَدُومُ
قَوْلُهُ مِنْهَا أَي مِنَ الْجَزُورِ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: مَنْ أَكْثَرَ أَهْذَر أَي جَاءَ بالهَذَرِ وَلَمْ يَقُلْ أَهْجَرَ. وَرَجُلٌ هَذِرٌ وهَذُرٌ وهُذَرَةٌ وهُذُرَّةٌ؛ قَالَ طُرَيْحٌ:
واتْرُكْ مُعانَدَةَ اللَّجُوجِ، وَلَا تَكُنْ ... بَيْنَ النَّدِيِّ هُذُرَّةً تَيَّاها
وهَذَّار وهَيْذارٌ وهَيْذارَةٌ وهِذْرِيانٌ ومِهْذارٌ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ:
إِنِّي أُذَرِّي حَسَبي أَن يُشْتَما ... بِهَذْرِ هَذَّارٍ يَمُجُّ البَلْغَما
والأُنثى هَذِرَةٌ ومِهْذارٌ، وَالْجَمْعُ المَهاذِيرُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُجْمَعُ مِهْذارٌ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ لأَن مُؤَنَّثَهُ لَا يَدْخُلُهُ الْهَاءُ. الأَزهري: يُقَالُ رَجُلٌ هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ، ومَنْطِقٌ هِذْرِيانٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
لَهَا مَنْطِقٌ لَا هِذْرِيانٌ طَمَى بِهِ ... سَفَاءٌ، وَلَا بادِي الجَفاءِ جَشِيبُ
وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا تَتَزَوَّجنَّ هَيْذَرَةً
؛ هِيَ الْكَثِيرَةُ الهَذْرِ مِنَ الْكَلَامِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ «١» وَفِي حَدِيثِ
أُم معْبَدٍ: لَا نَزْرٌ وَلَا هَذْرٌ
أَي لَا قليل ولا كثير.
(١). قوله: والميم زائدة؛ هكذا في الأَصل وَفِي النِّهَايَةِ لِابْنِ الْأَثِيرِ. ولا أثر لهذا الحرف الزائد في الحديث المرويّ.