للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والقَبّاضةُ: الْحِمَارُ السريعُ الَّذِي يَقْبِضُ العانةَ أَي يُعْجِلُها؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ:

أَلَّفَ شَتَّى لَيْسَ بالرّاعِي الحَمِقْ، ... قَبّاضةٌ بَيْنَ العَنِيفِ واللَّبِقْ

الأَصمعي: مَا أَدري أَيُّ القَبِيضِ هُوَ كَقَوْلِكَ مَا أَدري أَيُّ الطَّمْشِ هُوَ، وَرُبَّمَا تَكَلَّمُوا بِهِ بِغَيْرِ حَرْفِ النَّفْيِ؛ قَالَ الرَّاعِي:

أَمْسَتْ أُمَيّةُ للإسْلامِ حًائِطَةً، ... ولِلْقَبِيضِ رُعاةً أَمْرُها الرّشدُ

وَيُقَالُ للرّاعِي الحسَنِ التدْبير الرَّفِيقِ برَعِيَّتِه: إِنه لَقُبَضةٌ رُفَضةٌ، وَمَعْنَاهُ أَنه يَقْبِضُها فيسُوقُها إِذا أَجْدَب لَهَا المَرْتَعُ، فإِذا وقَعَت فِي لُمْعةٍ مِنَ الكلإِ رفَضَها حَتَّى تَنْتَشِرَ فَتَرْتَعَ. والقَبْضُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّير. والقِبِضَّى: العَدْو الشديدُ؛ وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي طَالِبٍ أَنه أَنشده قولَ الشَّمَّاخِ:

وتَعْدُو القِبِضَّى قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى، ... وَلَمْ تَدْرِ مَا بَالِي وَلَمْ أَدْر مَا لَها

قَالَ: والقِبِضَّى والقِمِصَّى ضرْب مِنَ العَدْو فِيهِ نَزْوٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ قَبَص، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، يَقْبِص إِذا نَزَا، فَهُمَا لُغَتَانِ؛ قَالَ: وأَحسَب بيتَ الشَّمَّاخِ يُروى: وَتَعْدُو القِبِصّى، بالصاد المهملة.

قرض: القَرْضُ: القَطْعُ. قَرَضه يَقْرِضُه، بِالْكَسْرِ، قَرْضاً وقرَّضَه: قطَعه. والمِقْراضانِ: الجَلَمانِ لَا يُفْرَدُ لَهُمَا وَاحِدٌ، هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ مِقْراضٌ فأَفْرد. والقُراضةُ: ما سقَط بالقَرْضِ، وَمِنْهُ قُراضةُ الذَّهب. والمِقْراضُ: وَاحِدُ المَقارِيض؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:

كُلُّ صَعْلٍ، كأَنَّما شَقَّ فِيه ... سَعَفَ الشَّرْيِ شَفْرتا مِقْراضِ

وَقَالَ ابْنُ مَيّادةَ:

قَدْ جُبْتُها جَوْبَ ذِي المِقْراضِ مِمْطَرةً، ... إِذا اسْتَوى مُغْفلاتُ البِيدِ والحدَب «١»

وَقَالَ أَبو الشِّيصِ:

وجَناحِ مَقْصُوصٍ، تَحَيَّفَ رِيشَه ... رَيْبُ الزَّمان تَحَيُّفَ المِقْراضِ

فَقَالُوا مِقْراضاً فأَفْرَدُوه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ المِفْراصُ، بِالْفَاءِ وَالصَّادِ، للحاذِي؛ قَالَ الأَعشى:

لِساناً كَمِفْراصِ الخَفاجِيِّ ملْحبا

وابنُ مِقْرَضٍ: دُوَيْبّة تَقْتُلُ الْحَمَامَ يُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ دَلَّهْ؛ التهذيب: وابنُ مِقْرَض ذُو الْقَوَائِمِ الأَربع الطويلُ الظهرِ القَتالُ للحَمام. ابْنُ سِيدَهْ: ومُقَرِّضاتُ الأَساقي دُويبة تَخْرِقُها وتَقْطَعُها. والقُراضةُ: فُضالةُ مَا يَقْرِضُ الفأْرُ مِنْ خُبْزٍ أَو ثَوْبٍ أَو غَيْرِهِمَا، وَكَذَلِكَ قُراضاتُ الثَّوْبِ الَّتِي يَقْطَعُها الخَيّاطُ ويَنْفِيها الجَلَمُ. والقَرْضُ والقِرْضُ: مَا يَتَجازَى بِهِ الناسُ بَيْنَهُمْ ويَتَقاضَوْنَه، وَجَمْعُهُ قرُوضٌ، وَهُوَ مَا أَسْلَفَه مِنْ إِحسانٍ وَمِنْ إِساءة، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ؛ قَالَ أُمية ابن أَبي الصَّلْتِ:

كلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُجْزَى قَرْضَه حَسَناً، ... أَو سَيِّئاً، أَو مَدِيناً مِثْلَ ما دانا


(١). قوله [مغفلات] كذا فيما بأَيدينا من النسخ ولعله معقلات جمع معقلة بفتح فسكون فضم وهي التي تمسك الماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>