للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَالنَّمَطُ: ضَرْبٌ مِنَ البُسُط، وَالْجَمْعُ أَنماط مِثْلُ سبَب وأَسْباب؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لَهُ نَمَطٌ وأَنماط ونِماط؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ:

عَلامات كتَحْبِير النِّماطِ

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُجَلِّلُ بُدْنَه الأَنماط

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ ضَرْبٌ مِنَ البُسُط لَهُ خَمْل رَقِيقٌ، وَاحِدُهَا نمَط. والأَنْمَطُ: الطريقةُ. والنمَطُ مِنَ الْعِلْمِ والمتاعِ وكلِّ شَيْءٍ: نوعٌ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ أَنماط ونِماط، والنسَبُ إِليه أَنماطِيّ ونمَطِيٌّ. ووَعْساء النُّمَيْط والنُّبَيْطِ: مَعْرُوفَةٌ تُنْبِتُ ضُرُوبًا مِنَ النَّبَاتِ، ذَكَرَهَا ذُو الرُّمة فَقَالَ:

فأَضْحَتْ بوَعْساء النُّمَيْطِ كأَنَّها ... ذُرى الأَثْلِ، مِنْ وَادِي القُرى، وَنَخِيلُهَا

والنُّمَيْط: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

فَقَالَ: أَراها بالنُّمَيْطِ كأَنَّها ... نَخِيلُ القُرى، جَبَّارُه وأَطاوِلُه

نهط: نَهَطَه بالرُّمْح نَهْطاً: طعنَه به.

نوط: ناطَ الشيءَ يَنُوطُه نَوْطاً: عَلَّقه. والنَّوْطُ: مَا عُلِّق، سَمِّي بِالْمَصْدَرِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ وَقَالُوا: هُوَ منِّي مَناط الثُّرَيَّا أَي فِي البُعْد، وَقِيلَ: أَي بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ فَحَذَفَ الْجَارَّ وأَوْصل كَذَهَبْتُ الشَّامَ وَدَخَلْتُ البيتَ. وَانْتَاطَ بِهِ تعَلَّق. والنَّوْطُ: مَا بَيْنَ العَجُز والمَتْن. وكلُّ مَا عُلِّقَ مِنْ شَيْءٍ، فَهُوَ نَوْط. والأَنواطُ: المَعالِيقُ. وَفِي الْمَثَلِ «٢»: عاطٍ بِغَيْرِ أَنْواطٍ أَي يتَناوَلُ وَلَيْسَ هُنَاكَ شَيْءٌ مُعَلَّق، وَهَذَا نَحْوُ قَوْلِهِمْ: كالحادِي وَلَيْسَ لَهُ بَعِيرٌ، وتجَشَّأَ لُقْمانُ مِنْ غَيْرِ شبَعٍ. والأَنْواطُ: مَا نُوِّطَ عَلَى الْبَعِيرِ إِذا أُوقِرَ. والتَّنْواطُ: مَا يُعَلَّق مِنَ الهَوْدَج يُزَيَّنُ بِهِ. وَيُقَالُ: نِيطَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ عُلِّقَ عَلَيْهِ؛ قَالَ رِقَاعُ بْنُ قَيْس الأَسدي:

بِلاد بِها نِيطَتْ عليَّ تَمائِمي، ... وأَوَّلُ أَرضٍ مسَّ جِلْدِي تُرابُها

وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه أُتِيَ بِمَالٍ كَثِيرٍ فَقَالَ: إِني لأَحْسَبكم قَدْ أَهْلَكْتُم الناسَ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَخَذْناه إِلَّا عَفْواً بِلَا سَوْطٍ وَلَا نَوْطٍ

أَي بِلَا ضَرْب وَلَا تَعْلِيقٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وجهه: المُتَعَلِّقُ بِهَا كالنَّوْط المُذَبْذَبِ

؛ أَراد مَا يُناطُ بِرَحْل الرَّاكب مِنْ قَعْب أَو غَيْرِهِ فَهُوَ أَبداً يتحرَّك. وَنِيطَ بِهِ الشَّيْءُ أَيضاً: وُصِلَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أُرِيَ الليلةَ رجُل صالحٌ أَنَّ أَبا بَكْرٍ نِيطَ برسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

، أَي عُلِّقَ. يُقَالُ: نُطْتُ هَذَا الأَمرَ بِهِ أَنُوطُه، وَقَدْ نِيطَ بِهِ، فَهُوَ مَنُوط. وَفِي حَدِيثِ

الْحَجَّاجِ: قَالَ لِحَفَّار الْبِئْرِ: أَخَسَفْتَ أَم أَوْشَلْتَ؟ فَقَالَ: لَا واحدَ مِنْهُمَا وَلَكِنْ نَيِّطاً بَيْنَ الأَمرين

أَي وسَطاً بَيْنَ الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ، كأَنه مُعَلَّق بَيْنَهُمَا؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هَكَذَا رُوِيَ بِالْيَاءِ مشدَّدة، وَهِيَ مِنْ ناطَه يَنُوطُه نَوْطاً، فإِن كَانَتِ الرِّوَايَةُ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ فَيُقَالُ لِلرَّكِيَّةِ إِذا استُخْرج ماؤُها واسْتُنْبِط هِيَ نَبَطٌ، بِالتَّحْرِيكِ. ونِياطُ كُلِّ شَيْءٍ: مُعَلَّقُه كنِياطِ القوْسِ والقِرْبة. تَقُولُ: نُطْتُ القربةَ بنِياطِها نَوْطاً. ونِياطُ الْقَوْسِ: مُعَلَّقُها. والنِّياط: الفُؤَاد. والنِّياطُ: عِرْق عُلِّقَ بِهِ الْقَلْبُ مِنَ الْوَتِينِ، فإِذا قُطع مَاتَ صاحبُه، وَهُوَ النَّيْطُ أَيضاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَمَاهُ اللَّهُ


(٢). قوله [وفي المثل إلخ] هو عبارة الصحاح، وفي مجمع الامثال للميداني: يضرب لمن يدعي ما ليس يملكه.

<<  <  ج: ص:  >  >>