وشاعَ الشيْبُ شَيْعاً وشِياعاً وشَيَعاناً وشُيُوعاً وشَيْعُوعةً ومَشِيعاً: ظهَرَ وتفرَّقَ، وشاعَ فِيهِ الشيبُ، وَالْمَصْدَرُ مَا تَقَدَّمَ، وتَشَيَّعه، كِلَاهُمَا: اسْتَطَارَ. وشاعَ الخبَرُ فِي النَّاسِ يَشِيعُ شَيْعاً وشيَعاناً ومَشاعاً وشَيْعُوعةً، فَهُوَ شائِعٌ: انْتَشَرَ وافترَقَ وذاعَ وظهَر. وأَشاعَه هُوَ وأَشاعَ ذِكرَ الشيءِ: أَطارَه وأَظهره. وَقَوْلُهُمْ: هَذَا خبَر شَائِعٌ وَقَدْ شاعَ فِي النَّاسِ، مَعْنَاهُ قَدِ اتَّصَلَ بِكُلِّ أَحد فَاسْتَوَى عِلْمُ النَّاسِ بِهِ وَلَمْ يَكُنْ عِلْمُهُ عِنْدَ بَعْضِهِمْ دُونَ بَعْضٍ. والشاعةُ: الأَخْبار المُنتشرةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَيُّما رجلٍ أَشاع عَلَى رَجُلٍ عَوْرة ليَشِينَه بِهَا
أَي أَظهر عَلَيْهِ مَا يَعِيبُه. وأَشَعْتُ الْمَالَ بَيْنَ الْقَوْمِ والقِدْرَ فِي الحَيّ إِذا فَرَّقْتَهُ فِيهِمْ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:
فقُلْتُ: أَشِيعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا، ... وأَيُّ زمانٍ قِدْرُنا لَمْ تُمَشَّرِ؟
وأَشَعْتُ السِّرّ وشِعْتُ بِهِ إِذا أَذعْتَ بِهِ. وَيُقَالُ: نَصِيبُ فُلَانٍ شائِعٌ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الدَّارِ ومُشاعٌ فِيهَا أَي لَيْسَ بمَقْسُوم وَلَا مَعْزول؛ قَالَ الأَزهري: إِذا كَانَ فِي جَمِيعِ الدَّارِ فَاتَّصَلَ كُلُّ جُزْءٍ مِنْهُ بِكُلِّ جُزْءٍ مِنْهَا، قَالَ: وأَصل هَذَا مِنَ النَّاقَةِ إِذا قَطَّعت بَوْلَهَا، قِيلَ: أَوزَغَتْ بِهِ إِيزاغاً، وإِذا أَرسلته إِرسالًا مُتَّصِلًا قِيلَ: أَشاعت. وَسَهْمٌ شائِعٌ أَي غَيْرُ مَقْسُومٍ، وشاعٌ أَيضاً كَمَا يُقَالُ سائِرُ الْيَوْمِ وسارُه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ رَبِيعَةَ بْنِ مَقْروم:
لَهُ وهَجٌ مِنَ التَّقْرِيبِ شاعُ
أَي شائعٌ؛ وَمَثَلُهُ:
خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ فكلٌّ ناعُ
أَي نائِعٌ. وَمَا فِي هَذِهِ الدَّارِ سَهْمٌ شائِعٌ وشاعٍ مَقْلُوبٌ عَنْهُ أَي مُشْتَهِرٌ مُنْتَشِرٌ. وَرَجُلٌ مِشْياعٌ أَي مِذْياعٌ لَا يَكْتُمُ سِرّاً. وَفِي الدُّعَاءِ:
حَيّاكم اللهُ
وشاعَكم السلامُ وأَشاعَكم السلامَ أَي عَمَّكم وَجَعَلَهُ صاحِباً لَكُمْ وتابِعاً، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: شاعَكم السلامُ صَحِبَكُم وشَيَّعَكم؛ وأَنشد:
أَلا يَا نَخْلةً مِن ذاتِ عِرْقٍ ... بَرُودِ الظِّلِّ، شاعَكُمُ السلامُ
أَي تَبِعكم السلامُ وشَيَّعَكم. قَالَ: وَمَعْنَى أَشاعكم السلامَ أَصحبكم إِيَّاه، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَوِيٍّ. وشاعَكم السلامُ كَمَا تَقُولُ عَلَيْكُمُ السلامُ، وَهَذَا إِنما يَقُولُهُ الرَّجُلُ لأَصحابه إِذا أَراد أَن يُفَارِقَهُمْ كَمَا قَالَ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ لَمَّا اصْطَلَحَ الْقَوْمُ: يَا بَنِي عَبْسٍ شَاعَكُمُ السلامُ فَلَا نظرْتُ فِي وجهِ ذُبْيانية قَتَلْتُ أَباها وأَخاها، وَسَارَ إِلى نَاحِيَةِ عُمان وَهُنَاكَ الْيَوْمَ عقِبُه وَوَلَدُهُ؛ قَالَ يُونُسُ: شاعَكم السلامُ يَشاعُكم شَيْعاً أَي مَلأَكم. وَقَدْ أَشاعكم اللهُ بِالسَّلَامِ يُشِيعُكم إِشاعةً. ونصِيبُه فِي الشَّيْءِ شائِعٌ وشاعٍ عَلَى الْقَلْبِ وَالْحَذْفِ ومُشاعٌ، كُلُّ ذَلِكَ: غَيْرُ مَعْزُولٍ. أَبو سَعِيدٍ: هُمَا مُتشايِعانِ ومُشتاعانِ فِي دَارٍ أَو أَرض إِذا كَانَا شَرِيكَيْنِ فِيهَا، وَهُمْ شُيَعاءُ فِيهَا، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيِّعٌ لِصَاحِبِهِ. وَهَذِهِ الدَّارُ شَيِّعةٌ بَيْنَهُمْ أَي مُشاعةٌ. وكلُّ شَيْءٍ يَكُونُ بِهِ تَمامُ الشَّيْءِ أَو زيادتُه، فَهُوَ شِياعٌ لَهُ. وشاعَ الصَّدْعُ فِي الزُّجاجة: استطارَ وَافْتَرَقَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَجَاءَتِ الخيلُ شَوائِعَ وشَواعِيَ عَلَى الْقَلْبِ أَي مُتَفَرِّقة. قَالَ الأَجْدَعُ بن مالك بن مسروق بْنِ الأَجدع:
وكأَنَّ صَرْعاها قِداحُ مُقامِرٍ ... ضُرِبَتْ عَلَى شَرَنٍ، فَهُنّ شَواعِي