ورَطَبَ الدَّابَّة: عَلَفها رَطْبَةً. وَفِي الصِّحَاحِ: الرَّطبة، بالفَتْح: القَضْبُ خَاصَّة، مَا دامَ طَرِيّاً رَطْباً؛ تَقُولُ مِنْهُ: رَطَبْتُ الفَرَس رَطْباً ورُطوباً، عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ امرَأَةً قَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ، إِنَّا كَلٌّ عَلَى آبائِنَا وأَبْنائِنَا، فَمَا يَحِلُّ لَنا منْ أَمْوالِهِمْ؟ فقال: الرَّطْبُ تَأْكُلْنَه وتُهْدِينَه
؛ أَراد: مَا لَا يُدَّخَر، وَلَا يَبْقَى كالفواكهِ والبُقول؛ وإِنما خَصَّ الرَّطْبَ لأَنَّ خَطْبَه أَيْسَر، والفسادَ إِليه أَسرَعُ، فإِذا تُرِكَ وَلَمْ يُؤْكَلْ، هَلَك ورُمِيَ، بخلافِ الْيَابِسِ إِذا رُفِعَ وادُّخِرَ، فوَقَعَتِ المُسامَحة فِي ذَلِكَ بتركِ الاسْتِئْذانِ، وأَن يَجْرِيَ عَلَى العادةِ المُسْتحسَنةِ فِيهِ؛ قَالَ: وَهَذَا فِيمَا بَيْنَ الآباءِ والأُمَّهاتِ والأَبناءِ، دُونَ الأَزواجِ والزَّوجاتِ، فَلَيْسَ لأَحدِهما أَن يَفعل شَيْئًا إِلَّا بإِذنِ صاحبِه. والرُّطَبُ: نَضِيجُ البُسْرِ قبلَ أَنْ يُتْمِر، واحدتُه رُطَبةً. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ رُطَبٌ بتكسيرِ رُطَبةٍ، وإِنما الرُّطَب، كالتَّمْرِ، وَاحِدُ اللَّفْظِ مُذَكَّر؛ يَقُولُونَ: هَذَا الرُّطَب، وَلَوْ كَانَ تَكْسيراً لأَنَّثوا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرُّطَب البُسْرُ إِذا انهَضَم فَلانَ وحَلا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الرُّطَبُ مِنَ التَّمْرِ معروفٌ، الْوَاحِدَةُ رُطَبة، وَجَمْعُ الرُّطَبِ أَرْطابٌ ورِطابٌ أَيضاً، مثلُ رُبَعٍ ورِباعٍ، وجمعُ الرُّطَبةِ رُطَباتٌ ورُطَبٌ. ورَطَبَ الرُّطَبُ ورَطُبَ ورَطَّبَ وأَرْطَبَ: حانَ أَوانُ رُطَبِه. وتَمرٌ رَطِيبٌ: مُرْطِبٌ. وأَرْطَبَ البُسْر: صَارَ رُطَباً. وأَرْطَبَتِ النَّخْلَةُ، وأَرْطَبَ القَوْمُ: أَرْطَبَ نَخْلُهم وَصَارَ مَا عَلَيْهِ رُطَباً. ورَطَبَهم: أَطْعَمَهم الرُّطَب. أَبو عَمْرٍو: إِذا بلَغ الرُّطَب اليَبِيس، فوُضِعَ فِي الجِرارِ، وصُبَّ عَلَيْهِ الماءُ، فَذَلِكَ الرَّبيطُ؛ فإِنْ صُبَّ عَلَيْهِ الدِّبْسُ، فَهُوَ المُصَقَّر. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للرَّطْبِ: رَطِبَ يَرْطَبُ، ورَطُبَ يَرْطُبُ رُطُوبة؛ ورَطَّبَتِ البُسرة وأَرْطَبَت، فَهِيَ مُرَطِّبةٌ ومُرْطِبة. والرَّطْبُ: المُبْتَلُّ بالماءِ. ورَطَّبَ الثوْبَ وَغيرَه وأَرْطَبَه كِلاهما: بَلَّه؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة:
بشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِيب، بدُوره ... أَرْطَى، يَعُوذُ بِهِ، إِذا مَا يُرطَبُ
رعب: الرُّعْبُ والرُّعُبُ: الفَزَع والخَوْفُ. رَعَبَه يَرْعَبُه رُعْباً ورُعُباً؛ فَهُوَ مَرْعُوبٌ ورَعِيبٌ: أَفْزَعَه؛ وَلَا تَقُل: أَرْعَبَه ورَعَّبَه تَرْعِيباً وتَرْعاباً، فَرَعَب رُعْباً، وارْتَعَبَ فَهُوَ مُرَعَّبٌ ومُرْتَعِبٌ أَي فَزِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسيرةَ شَهرٍ
؛ كَانَ أَعداءُ النبيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ أَوْقَعَ اللهُ فِي قلوبِهمُ الخَوْفَ مِنْهُ، فإِذا كَانَ بينَه وبينَهم مَسِيرَةُ شَهْرٍ، هابُوه وفَزِعُوا مِنْهُ؛ وَفِي حَدِيثِ الخَنْدَق:
إِنَّ الأُولى رَعَّبُوا عَلَيْنا
قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَيُرْوَى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، والمشهورُ بَغَوْا مِنَ البَغْيِ، قَالَ: وَقَدْ تَكَرَّرَ الرُّعْب فِي الْحَدِيثِ. والتِّرْعابةُ: الفَروقة مِنْ كلِّ شيءٍ. والمَرْعَبة: القَفْرة المُخِيفة، وأَن يَثِب الرجُلُ فيَقْعُدَ بجَنْبِكَ، وأَنتَ عَنْهُ غافِلٌ، فتَفْزَعَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute