عِوَضًا مِنَ الْوَاوِ الذَّاهِبَةِ مِنْ أَوّله، فأَما إِن كَانَتْ مِنْ آخِرِهِ فَهُوَ مِنْ بَابِ الْمُعْتَلِّ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الحَمْضُ يُقَالُ لَهُ الوضِيعةُ، وَالْجَمْعُ وضائِعُ، وَهَؤُلَاءِ أَصحابُ الوَضِيعةِ أَي أَصحابُ حَمْضٍ مُقِيمُونَ فِيهِ لَا يَخْرُجُونَ مِنْهُ. وناقةٌ واضِعٌ وواضِعةٌ ونُوقٌ واضِعاتٌ: تَرْعَى الحمضَ حولَ الْمَاءِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
رأَى صاحِبي فِي العادِياتِ نَجِيبةً، ... وأَمْثالَها فِي الواضِعاتِ القَوامِسِ
وَقَدْ وَضَعَتْ تَضَعُ وَضِيعةً. ووضَعَها: أَلْزَمَها المَرْعى. وإِبِلٌ واضِعةٌ أَي مقيمةٌ فِي الْحَمْضِ. وَيُقَالُ: وضَعَت الإِبلُ تَضَعُ إِذا رَعَتِ الْحَمْضِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا رَعَتِ الإِبلُ الحَمض حَوْلَ الْمَاءِ فَلَمْ تَبْرَحْ قِيلَ وضَعَت تَضَعُ وضِيعةً، ووضَعْتُها أَنا، فَهِيَ مَوْضُوعةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. ابْنُ الأَعرابي: تَقُولُ الْعَرَبُ: أَوْضِعْ بِنَا وأَمْلِكْ؛ الإِيضاعُ بالحَمْضِ والإِمْلاكُ فِي الخُلَّةِ؛ وأَنشد:
وضَعَها قَيْسٌ، وهِيْ نَزائِعُ، ... فَطَرَحَتْ أَولادها الوَضائِعُ
نَزائِعُ إِلى الخُلَّةِ. وقومٌ ذَوُو وَضِيعةٍ: ترْعى إِبلُهم الحمضَ. والمُواضَعةُ: مُتاركةُ الْبَيْعِ. والمُواضَعةُ: المُناظَرة فِي الأَمر. والمُواضَعةُ: أَن تُواضِعَ صَاحِبَكَ أَمراً تُنَاظِرُهُ فِيهِ. والمُواضَعةُ: المُراهَنةُ. وَبَيْنَهُمْ وِضاعٌ أَي مُراهنةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ووضَعَ أَكثرَه شعَراً: ضرَب عنُقَه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والواضِعةُ: الرَّوْضةُ. ولِوَى الوَضِيعةِ: رَمْلةٌ معروفةٌ. ومَوْضُوعٌ: موْضِعٌ، ودارةُ موضوعٍ هُنَالِكَ. ورجلٌ مُوَضَّعٌ أَي مُطَرَّحٌ ليس بِمُسْتَحْكِم الخَلْقِ.
وعع: خطِيبٌ وَعْوَعٌ: مُحْسِنٌ؛ قَالَتِ الخَنساءُ:
هُوَ القَرْمُ واللَّسِنُ الوَعْوَعُ
وَرُبَّمَا سُمِّيَ الجَبانُ وَعْوَعاً. قَالَ الأَزهري: تَقُولُ خَطِيبٌ وَعْوَعٌ نَعْت حسَن، ورجلٌ مِهْذارٌ وَعْواعٌ نَعْتٌ قَبِيحٌ؛ قَالَ:
نِكْسٌ مِنَ القوْمِ ووَعْواعٌ وَعَيُ
والوَعْوعةُ: مِنْ أَصواتِ الكلابِ وَبَنَاتِ آوَى. ووَعْوَع الكلبُ والذئبُ وَعْوَعةً ووَعْواعاً: عَوَى وصَوَّتَ، وَلَا يَجُوزُ كَسْرُ الْوَاوِ فِي وَعْواعٍ كَراهِيةً لِلْكَسْرَةِ فِيهَا، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ الْكَلْبِ وَالذِّئْبِ. وَحَكَى الأَزهريّ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: يُضاعَفُ فِي الْحِكَايَةِ فَيُقَالُ وَعْوَعَ الكلبُ وَعْوَعةً، وَالْمَصْدَرُ الوَعْوَعة والوَعْواعُ، قَالَ: وَلَا يُكْسَرُ واوُ الوَعْواع كَمَا يُكْسَر الزَّايُ من الزِّلْزالِ ونحوه كراهيةَ الْكَسْرِ فِي الْوَاوِ؛ قَالَ: وكذلك حكايةُ اليَعْيَعةِ واليَعْياعِ مِنْ فِعالِ الصِّبْيَانِ إِذا رَمَى أَحدُهم الشيءَ إِلى صَبِيٍّ آخَرَ لأَن الْيَاءَ خِلْقَتُها الْكَسْرُ، فيَسْتَقْبِحُون الواوَ بَيْنَ كَسْرَتَيْنِ، والواوُ خِلْقَتُهَا الضَّمُّ، فَيَسْتَقْبِحُونَ الْتِقَاءَ كَسْرَةٍ وَضَمَّةٍ فَلَا تَجِدُهُمَا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فِي أَصل الْبَنَّاءِ؛ والوَعْواعُ: الصوتُ والجَلَبةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تسْمَعُ للمَرْءِ وَعْواعا
وَقَالَ الْمُسَيِّبُ:
يأْتي عَلَى القوْمِ الكَثيرِ سِلاحُهُمْ، ... فيَبِيتُ مِنْهُ القوْمُ فِي وَعْواعِ
والوَعْواعُ: الدَّيْدَبانُ، يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا.