للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المَشَقَّة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ؛ شَاهِدُ الْكَسْرِ قَوْلُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ:

وَذِي إبِلٍ يَسْعَى ويحْسِبُها لَهُ، ... أَخي نَصَبٍ مِنْ شِقِّها ودُؤُوبِ

وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:

أَصْبَحَ مَسْحولٌ يُوازِي شِقّا

مَسْحولٌ: يَعْنِي بَعِيره، ويُوازي: يُقاسي. ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى أَبو زَيْدٍ فِيهِ الشَّقّ، بِالْفَتْحِ، شَقَّ عَلَيْهِ يَشُقُّ شَقًّا. والشُّقَّةُ، بِالضَّمِّ: مَعْرُوفَةٌ مِنَ الثِّيَابِ السبِيبةُ الْمُسْتَطِيلَةُ، وَالْجَمْعُ شِقاقٌ وشُقَقٌ. وَفِي حَدِيثِ

عُثْمَانَ: أَنه أَرسل إِلَى امرأَة بشُقَيْقةٍ

؛ الشُّقّة: جِنْسٌ مِنَ الثِّيَابِ وتصغيرُها شُقَيْقةٌ، وَقِيلَ: هي نصب ثَوْبٍ. والشُّقَّة والشِّقّةُ: السَّفَرُ الْبَعِيدُ، يُقَالُ: شُقَّةٌ شاقَّةٌ وَرُبَّمَا قَالُوهُ بِالْكَسْرِ. الأَزهري: والشُّقَّةُ بُعْدُ مَسيرٍ إِلَى الأَرض الْبَعِيدَةِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ

. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ:

إنَّا نَأْتِيكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ

أَي مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ. والشُّقَّةُ أَيضاً: السفرُ الطَّوِيلُ. وَفِي حَدِيثِ

زُهَير: عَلَى فَرسٍ شَقَّاءَ مَقَّاءَ

أَي طَوِيلَةٍ. والأَشَقُّ: الطويلُ مِنَ الرِّجَالِ وَالْخَيْلِ، وَالِاسْمُ الشَّققُ والأُنثى شَقَّاء؛ قَالَ جَابِرٌ أَخو بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ التَّغْلِبِيِّ:

ويومَ الكُلابِ اسْتَنْزَلَتْ أَسَلاتُنا ... شُرَحْبِيلَ، إذْ آلَى أَلِيَّة مُقْسِمِ

لَيَنْتَزِعَنْ أَرماحَنا، فأَزالَه ... أَبو خَنَشٍ عَنْ ظَهْرِ شَقّاءَ صِلْدِمِ

وَيُرْوَى: عَنْ سَرْج؛ يَقُولُ: حَلَفَ عَدُوُّنَا لينتزعَنْ أَرماحَنا مِنْ أَيدينا فَقَتَلْنَاهُ. أَبو عُبَيْدٍ: تَشَقَّقَ الفرسُ تَشَقُّقاً إِذَا ضمَرَ؛ وأَنشد:

وبالجِلالِ بَعْدَ ذاكَ يُعْلَيْن، ... حَتَّى تَشَقَّقْنَ ولَمَّا يَشْقَيْن

واشْتِقاقُ الشَّيْءِ: بُنْيانُه مِنَ المُرتَجَل. واشِتِقاقُ الْكَلَامِ: الأَخذُ فِيهِ يَمِينًا وَشِمَالًا. واشْتِقاقُ الْحَرْفِ مِنَ الْحَرْفِ: أَخْذُه مِنْهُ. وَيُقَالُ: شَقَّقَ الكلامَ إِذَا أَخرجه أَحْسَنَ مَخْرَج. وَفِي حَدِيثِ الْبَيْعَةِ:

تَشْقِيقُ الْكَلَامِ عَلَيْكُمْ شديدٌ

أَيِ التطلُّبُ فِيهِ لِيُخْرِجَه أَحسنَ مَخْرَجٍ. واشْتَقَّ الْخَصْمَانِ وتَشاقَّا: تَلَاحَّا وأَخذا فِي الْخُصُومَةِ يَمِينًا وَشِمَالًا مَعَ تَرْكِ الْقَصْدِ وَهُوَ الاشتِقاق. والشَّقَقةُ: الأَعْداءُ. واشْتَقَّ الفرسُ فِي عَدْوِه: ذَهَبَ يَمِينًا وَشِمَالًا. وَفَرَسٌ أَشَقُّ وَقَدِ اشْتَقَّ فِي عَدْوِه: كأَنه يَمِيلُ فِي أَحد شِقَّيْه؛ وأَنشد:

وتَبارَيْت كَمَا يمْشِي الأَشَقّ

الأَزهري: فَرَسٌ أَشَقُّ لَهُ مَعْنَيَانِ، فالأَصمعي يَقُولُ الأَشَقُّ الطَّوِيلُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ رُؤْبَةَ يَصِفُ فَرَسًا فَقَالَ أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ فَجَعَلَهُ كُلَّهُ طُولًا. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الأَشَقُّ مِنَ الْخَيْلِ الواسعُ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ. والشَّقَّاءُ المَقَّاءُ مِنَ الْخَيْلِ: الْوَاسِعَةُ الأَرْفاغِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يسُبُّ أَمَةً فَقَالَ لَهَا: يَا شَقَّاء مقَّاءُ، فسأَلتْهُ عن تفسيرهما فأَشار إِلَى سَعة مَشَقِّ جَهازها. والشّقِيقةُ: قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ بَيْنَ كُلِّ حَبْلَي رَمْلٍ وَهِيَ مَكْرُمةٌ لِلنَّبَاتِ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا فَسَّرَهُ لِي أَعْرابيٌّ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي صِفَةِ الدَّهْناء وشقائِقها: وَهِيَ سَبْعَةُ أَحْبُلٍ بَيْنَ كُلِّ حَبْلَيْنِ شَقِيقةٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>