الدِّرَّةُ، فَقَالَ: هَكَذَا يَا سَلَمةُ، عَنِ الطَّرِيقِ فغَفَقَني بِهَا غَفْقَةً فَمَا أَصاب إِلَّا طَرَفها ثَوْبِي، قَالَ فأَمَطْتُ عَنِ الطَّرِيقِ فَسَكَتَ عَنِّي حَتَّى إِذَا كَانَ العامُ المُقْبل لَقِيَنِي فِي السُّوقِ فَقَالَ: يَا سَلَمَةُ أَردتَ الْحَجَّ الْعَامَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فأَخذ يَدِي فَمَا فَارَقَ يَدُه يَدي حَتَّى أَدخلني بَيْتَهُ فأَخرج كِيسًا فِيهِ سِتُّمِائَةِ دِرْهَمٍ فَقَالَ: يَا سَلَمَةُ خُذْهَا واسْتَعِنْ بِهَا عَلَى حَجِّك وَاعْلَمْ أَنَّهَا مِنَ الغَفْقَةِ الَّتِي غَفَقْتُك بِهَا عامَ أَوَّل قُلْتُ: يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ، وَاللَّهِ مَا ذَكَرْتُها حَتَّى ذَكَّرْتنيها، فَقَالَ عُمَرُ: أَنَا وَاللَّهِ مَا نسيتُها
قَالَ الأَصمعي: غَفَقْتُه بِالسَّوْطِ أَغْفِقُه ومَتَنْتُه بِالسَّوْطِ أَمْتُنه وَهُوَ أَشد مِنَ الغَفْق، وَقَوْلُهُ أَمَطْتُ عَنِ الطَّرِيقِ أَيْ تَنَحَّيت عَنْهُ. والغَفْقُ: الْهُجُومُ عَلَى الشيءِ والأَوْب مِنَ الغَيْبة فجأَةً. والمَغْفِقُ: المَرْجِعُ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ:
مِنْ بُعْد مَغْزايَ وبُعد المَغْفِقِ
والغَفْقُ: كَثْرَةُ الشُّرْبِ، غَفَقَ يَغْفِقُ غَفْقاً. وتَغَفَّقَ الشرابَ: شَرِبَهُ سَاعَةً بَعْدَ أُخرى، وَقِيلَ شَرِبَهُ يَوْمَهُ أَجْمَعَ. ابْنُ الأَعرابي: إِذَا تَحَسَّى مَا فِي إِنَائِهِ فَقَدْ تَمَزَّزَه، وَسَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ فَقَدْ تَفَوَّقَهُ، فَإِذَا أَكثر الشَّرَابَ فَقَدْ تَغَفَّق. وتَغَفَّقْت الشَّرَابَ تَغَفُّقاً إِذَا شَرِبْتَهُ. وظَلَّ يتَغَفَّقُ الشرابَ إِذَا شَرِبَهُ يومَه أَجمع، والغَفْقُ مِنْ صِفة الوِرْدِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
صَاحِبُ غاراتٍ مِنَ الوِرْدِ الغَفَقْ
وَقِيلَ: الغَفْقُ أَن تَرِدَ الإِبلُ كُلَّ سَاعَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تَرْعَى الغَضا مِنْ جانِبَيْ مُشَفِّقِ ... غِبّاً، وَمَنْ يَرْعَ الحُمُوضَ يَغْفِقِ
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: شَرِبَتِ الإِبل غَفْقاً وَهِيَ تَغْفِقُ إِذَا شَرِبَتْ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى وَهُوَ الشُّرْبُ الْوَاسِعُ. والتَّغْفِيقُ: النَّوْمُ وَأَنْتَ تَسمْع حَدِيثَ الْقَوْمِ. وَيُقَالُ: غَفَّقوا السَّلِيمَ تَغْفِيقاً إِذَا عَالَجُوهُ وسَهَّدُوه؛ وَقَالَ مُلَيْحٌ:
وداوِيَّة مَلْساء تُمْسي سباعُها، ... بِهَا، مثلَ عُوَّادِ السَّلِيم المُغَفَّقِ
وَجُمْلَةُ التَّغْفِيق نومٌ فِي أَرَق. أَبُو عَمْرٍو: الغَيْفَقَةُ الإِهراقُ، وَكَذَلِكَ الدَّغْرَقة. أَبو عَمْرٍو: غَفَقَ وعَفَقَ إِذَا خَرَجَتْ مِنْهُ رِيحٌ. والمُنْغَفَقُ: المُنْصَرَفُ، وقال الأَصعمي: المُنْعَطَفُ؛ وأنشد لرؤبة:
حَتَّى تَرَدَّى أَربعٌ، فِي المُنْغَفَقْ، ... بأَربعٍ يَنْزِعْنَ أَنفاسَ الرَّمَقْ
وغافِق: قبيلة.
غفلق: امرأَة غَفَلَّقَةٌ: عَظِيمَةُ الرَّكَب؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنَّمَا هِيَ عَفَلَّقَة، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذكرها.
غقق: غَقَّ القارُ وَمَا أَشبهه وغَقَّتِ القِدْرُ تَغِقُّ غَقّاً وغَقِيقاً: غَلَتْ فَسَمِعْتَ صَوْتَهَا. وغَقِيقُ الْقِدْرِ: صَوْتُ غَلَيانها، سُمِّيَ غَقِيقاً، وغِقْ غِقْ: لِحِكَايَةِ صَوْتِ الغَلَيان، وَكَذَلِكَ غَقْغَقَة صَوْتُ الصَّقْر حِكَايَةً؛ وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِلْمَرْأَةِ الْوَاسِعَةِ الْمَتَاعِ الَّتِي يُسْمَعُ لَهَا صَوْتٌ عِنْدَ الخِلاط: غَقَّاقَة وغَقُوق وخَقَّاقَة وخَقُوق، وامرأَة غَقَّاقة: يُسْمَعُ لحَيائها صَوْتٌ عِنْدَ الْجِمَاعِ، وغَقَّ بطنُه يغِقُّ غَقّاً وغَقِيقاً كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ
سُلَيْمَانَ: إِنَّ الشَّمْسَ لتَقْرُبُ يوم القيامة من رؤوس النَّاسِ حَتَّى إِن بُطُونَهُمْ تَغِقّ غَقّاً
، وَفِي رِوَايَةٍ