للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دَلْو تَمَأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّب، ... بُلَّتْ بكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّب،

فَلَا تُقَعْسِرْها وَلَكِنْ صَوِّب

تُقَعْسِرُهَا أَي تُعَازُّهَا. أَبو عَمْرٍو: بَلَّ يَبِلُّ إِذا لَزِمَ إِنساناً وَدَامَ عَلَى صُحْبَتِهِ، وبَلَّ يَبَلُّ مِثْلُهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر:

فبَلِّي إِنْ بَلِلْتِ بأَرْيَحِيٍّ ... مِنَ الفِتْيان، لَا يَمْشي بَطِينا

وَيُرْوَى فبَلِّي يَا غَنِيَّ. الْجَوْهَرِيُّ: بَلِلْت بِهِ، بِالْكَسْرِ، إِذا ظَفِرت بِهِ وَصَارَ فِي يَدِكَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

بَيْضَاءُ تَمْشِي مِشْيَةَ الرَّهِيص، ... بَلَّ بِهَا أَحمر ذُو دَرِيصِ

يُقَالُ: لئن بَلَّتْ بك يَدي لَا تُفَارِقُنِي أَو تُؤَدِّيَ حَقِّي. النَّضْرُ: البَذْرُ والبُلَل وَاحِدٌ، يُقَالُ: بَلُّوا الأَرض إِذا بَذَروها بالبُلَل. وَرَجُلٌ بَلٌّ بِالشَّيْءِ: لَهِجٌ؛ قَالَ:

وإِني لبَلٌّ بالقَرِينةِ مَا ارْعَوَتْ، ... وإِني إِذا صَرَمْتُها لصَرُوم

وَلَا تَبُلُّك عِنْدِي بَالَّةٌ وبَلالِ مِثل قَطامِ أَي لَا يُصيبك مِنِّي خَيْرٌ وَلَا نَدًى وَلَا أَنفعك وَلَا أَصدُقك. وَيُقَالُ: لَا تُبَلُّ لِفُلَانٍ عِنْدِي بَالَّةٌ وبَلالِ مَصْرُوفٌ عَنْ بَالَّة أَي نَدًى وَخَيْرٍ. وَفِي كَلَامِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فإِن شَكَوُا انْقِطَاعَ شِرْب أَو بَالَّة

، هُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلية:

نَسيتَ وصالَه وصَدَرْتَ عَنْهُ، ... كَمَا صَدَر الأَزَبُّ عَنِ الظِّلالِ

فَلَا وأَبيك، يَا ابْنَ أَبي عَقِيل، ... تَبُلُّك بَعْدَهَا فِينَا بَلالِ

فَلَوْ آسَيْتَه لَخَلاك ذَمٌّ، ... وفارَقَكَ ابنُ عَمِّك غَيْر قَالِي

ابْنُ أَبي عَقِيل كَانَ مَعَ تَوْبَة حِينَ قُتِل فَفَرَّ عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ. والبَلَّة: الْغِنَى بَعْدَ الْفَقْرِ. وبَلَّتْ مَطِيَّتُه عَلَى وَجْهِهَا إِذا هَمَتْ ضالَّة؛ وَقَالَ كثيِّر:

فَلَيْتَ قَلُوصي، عِنْدَ عَزَّةَ، قُيِّدَتْ ... بحَبْل ضَعِيفٍ غُرَّ مِنْهَا فَضَلَّتِ

فأَصْبَح فِي الْقَوْمِ الْمُقِيمِينَ رَحْلُها، ... وَكَانَ لَهَا باغٍ سِوَاي فبَلَّتِ

وأَبَلَّ الرجلُ: ذَهَبَ فِي الأَرض. وأَبَلَّ: أَعيا فَساداً وخُبْثاً. والأَبَلُّ: الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ الجَدِلُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَسْتَحِي، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ اللُّؤْمِ الَّذِي لَا يُدْرَك مَا عِنْدَهُ، وَقِيلَ: هُوَ المَطول الَّذِي يَمْنَع بالحَلِف مِنْ حُقُوقِ النَّاسِ مَا عِنْدَهُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي للمرَّار بْنِ سَعِيدٍ الأَسدي:

ذَكَرْنَا الدُّيُونَ، فجادَلْتَنا ... جدالَك فِي الدَّيْن بَلًّا حَلوفا «٢»

. وَقَالَ الأَصمعي: أَبَلَّ الرجلُ يُبِلُّ إِبْلالًا إِذا امْتَنَعَ وَغَلَبَ. قَالَ: وإِذا كَانَ الرَّجُلُ حَلَّافاً قِيلَ رَجُلٌ أَبَلُّ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:

أَلا تَتَّقون اللَّهَ، يَا آلَ عَامِرٍ؟ ... وَهَلْ يَتَّقِي اللهَ الأَبَلُّ المُصَمِّمُ؟


(٢). قوله [جدالك في الدين] هكذا في الأصل وسيأتي إيراده بلفظ:
[جِدَالَكَ مَالًا وَبَلًّا حَلُوفَا]
وكذا أورده شارح القاموس ثم قال: والمال الرجل الغني

<<  <  ج: ص:  >  >>