للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْمُغِيرَةِ فِي صِفة امرأَة فُضُل: صَبَأَتْ كأَنها بُغاثٌ

، وَقِيلَ: أَراد أَنها مُختالة تُفْضِل مِنْ ذَيْلِهَا. والمِفْضَل والمِفْضَلة، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الثَّوْبُ الَّذِي تتفضَّل فِيهِ المرأَة. والفَضْلة: اسْمٌ لِلْخَمْرِ؛ ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ أَسماء الْخَمْرِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفَضْلة مَا يَلْحَقُ مِنَ الخَمْر بَعْدَ القِدَم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما سُمِّيَتْ فَضْلة لأَن صَمِيمها هُوَ الَّذِي بَقِيَ وفَضَل؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

فَمَا فَضْلة مِنْ أَذْرِعات هَوَتْ بِهَا ... مُذكَّرَة عُنْسٌ، كَهادِية الضَّحْل

وَالْجَمْعُ فَضَلات وفِضَال؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فِي فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ، ... عِنْدَ الفِضَال قديمُهم لَمْ يَدْثُرِ

قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْخَمْرَ فِضَالًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

والشَّارِبُون، إِذا الذَّوارِعُ أُغْلِيَتْ، ... صَفْوَ الفِضالِ بِطارِفٍ وتِلادِ

وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:

شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعان حِلْفاً لَوْ دُعِيت إِلى مِثْلِهِ فِي الإِسلام لأَجَبْت

؛ يَعْنِي حِلْف الفُضُول، سُمِّيَ بِهِ تَشْبِيهًا بحلْف كَانَ قَدِيمًا بِمَكَّةَ أَيّام جُرْهُم عَلَى التَّنَاصُفِ والأَخذ لِلضَّعِيفِ مِنَ القويِّ، وَالْغَرِيبِ مِنَ القاطِن، وَسُمِّيَ حِلْف الفُضُول لأَنه قَامَ بِهِ رِجَالٌ مِنْ جُرْهُم كُلُّهُمْ يُسَمَّى الفَضْل: الفَضْل بن الحرث، والفَضْل بْنُ وَدَاعة، والفَضْل بْنُ فَضَالة، فَقِيلَ حِلْف الفُضُول جَمْعًا لأَسماء هَؤُلَاءِ كَمَا يُقَالُ سَعْد وسُعود، وَكَانَ عقَده المُطَيَّبون وَهُمْ خَمْس قَبَائِلَ، وَقَدْ ذُكِرَ مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ حلف. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للخيَّاط القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ. والفَضْل وفَضِيلة: اسْمَانِ. وفُضَيْلة: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ:

لَا تذْكُرا عِنْدِي فُضَيْلة، إِنها ... مَتَى مَا يراجعْ ذِكْرها القَلْب يَجْهَلِ

وفُضَالة: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَلْمَى بْنُ الْمُقْعَدِ الْهُذَلِيُّ:

عليكَ ذَوِي فَضَالة فاتَّبِعْهم، ... وذَرْني إِن قُرْبي غَيْرُ مُخْلي

فطحل: الفِطَحْل، عَلَى وَزْنِ الهِزَبْر: دَهْرٌ لَمْ يخلَق النَّاسُ فِيهِ بَعْدُ، وزمنُ الفِطَحْل زَمَنُ نُوحٍ النَّبِيِّ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ وَسُئِلَ رُؤْبَةُ عَنْ قَوْلِهِ زَمَنَ الفِطَحْل فَقَالَ: أَيام كَانَتِ الْحِجَارَةُ فِيهِ رِطاباً، رُوِيَ أَن رُؤْبَةَ بْنَ الْعَجَّاجِ نَزَلَ مَاءً مِنَ الْمِيَاهِ فأَراد أَن يتزوَّج امرأَة فَقَالَتْ لَهُ المرأَة: مَا سِنُّك مَا مالُك مَا كَذَا؟ فأَنشأَ يَقُولُ:

لمَّا ازْدَرتْ نَقْدِي وقلَّت إِبلي ... تأَلَّقَتْ، واتَّصَلتْ بعُكْل

تَسْأَلُني عَنِ السِّنِين كَمْ لِي؟ ... فَقُلْتُ: لَوْ عَمَّرْتُ عمرَ الحِسْل،

أَو عُمْرَ نُوحٍ زمنَ الفِطَحْل، ... والصَّخْر مُبْتَلٌّ كطِين الوَحْل،

أَو أَنَّني أُوتِيتُ عِلْم الحُكْل، ... عِلْمَ سُلَيْمَانَ كلامَ النَّمْل،

كنتُ رَهِين هَرَم أَو قَتْل

وَقَالَ بَعْضُهُمْ:

زَمَن الفِطَحْل إِذ السَّلام رِطاب

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُقَالُ أَتيتك عَامَ الفِطَحْل والهِدَمْلة يَعْنِي زمَن الخِصْب والرِّيفِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>