للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مُنْصُل ومُنْصَل، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ مِنَ الأَدوات عَلَى مُفْعل، بِالضَّمِّ. وأَما قَوْلُهُمْ فِيهِ مُنْغُل، فعَلى الْبَدَلِ لِلْمُضَارَعَةِ. وانْتَخَلْتُ الشَّيْءَ: اسْتَقْصَيْتُ أَفضله، وتَنَخَّلْتُه: تَخَيَّرْتُه. وَرَجُلٌ نَاخِلُ الصَّدْر أَي ناصحٌ. وإِذا نخلْت الأَدوية لتَسْتَصْفي أَجودَها قُلْتَ: نَخَلْت وانْتَخَلْت، فالنَّخْل التَّصْفِية، والانتِخالُ الِاخْتِيَارُ لِنَفْسِكَ أَفضله، وَكَذَلِكَ التَّنَخُّل؛ وأَنشد:

تنَخَّلْتُها مَدْحاً لقومٍ، وَلَمْ أَكنْ ... لِغيرهمُ، فِيمَا مضَى، أَتَنَخَّل

وانْتَخَلْت الشَّيْءَ: استَقْصَيْت أَفضَله، وتَنَخَّلْتُه: تخيَّرته. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ الدُّعَاءِ إِلَّا النَّاخِلة

أَي الْمَنْخُولَةَ الْخَالِصَةَ، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفْعُولَةٍ كماءٍ دافِق؛ وَفِيهِ أَيضاً:

لَا يقبلُ اللَّهُ إِلا نَخَائِلَ الْقُلُوبِ

أَي النِّيّات الْخَالِصَةِ. يُقَالُ: نَخَلْتُ لَهُ النَّصِيحَةَ إِذا أَخلصتها. والنَّخْلُ: تَنْخيلُ الثَّلج والوَدْق؛ تَقُولُ: انْتَخَلَتْ ليلتُنا الثلجَ أَو مَطَرًا غَيْرَ جَوْد. والسَّحاب يَنْخُلُ البرَدَ والرَّذاذَ ويَنْتَخِلُه. والنَّخْلَة: شَجَرَةُ التَّمْرِ، الْجَمْعُ نَخْل ونَخِيل وَثَلَاثُ نَخَلات، وَاسْتَعَارَ أَبو حَنِيفَةَ النَّخْلَ لِشَجَرِ النارَجيل تحمِل كَبائِس فِيهَا الفَوْفَل «١» أَمثال التَّمْرِ؛ وقال مرة يصف شجر الكاذِي: هُوَ نَخْلَة فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنَ حِليتها، وإِنما يُرِيدُ فِي كُلِّ ذَلِكَ أَنه يُشْبِهُ النَّخْلَة، قَالَ: وأَهل الْحِجَازِ يُؤَنِّثُونَ النَّخْلَ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ

؛ وأَهل نَجْدٍ يذكِّرون؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي تَذْكِيرِهِ:

كنَخْلٍ مِنَ الأَعْراض غَيْرِ مُنَبَّقِ

قَالَ: وَقَدْ يُشْبِه غيرُ النَّخْل فِي النِّبْتة النَّخْلَ وَلَا يُسَمَّى شَيْءٌ مِنْهُ نَخْلًا كالدَّوْم والنارَجيل والكاذِي والفَوْفَل والغَضَف والخَزَم. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: مَثَل الْمُؤْمِنِ كمثَل النَّحْلة

، وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ:

كَمَثَلِ النَّخْلة

؛ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَهِيَ وَاحِدَةُ النَّخْل، وَرُوِيَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، يُرِيدُ نحْلة العسَل، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وأَبو نَخْلة: كُنْيَةٌ؛ قَالَ أَنشده ابْنُ جِنِّي عَنْ أَبي عَلِيٍّ:

أُطْلُبْ، أَبا نَخْلَة، مَنْ يأْبُوكا ... فَقَدْ سأَلنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا

إِلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا

وأَبو نُخَيْلَة: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ كُنِّي بِذَلِكَ لأَنه وُلِد عِنْدَ جِذْع نَخْلَةٍ، وَقِيلَ: لأَنه كَانَتْ لَهُ نُخَيْلة يَعْتَهِدها؛ وَسَمَّاهُ بَخْدَجٌ الشَّاعِرُ النُّخَيْلات فَقَالَ يَهْجُوهُ:

لَاقَى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا ... مِنِّي، وشَلًّا لِلِّئام مِشْقَذا «٢»

. ونَخْلة: مَوْضِعٌ؛ أَنشد الأَخفش:

يَا نَخْلَ ذاتِ السِّدْر والجَراوِلِ، ... تَطاوَلي مَا شئتِ أَن تَطاوَلي،

إِنَّا سَنَرْمِيكِ بكلِّ بازِلِ

جَمَعَ بَيْنَ الْكَسْرَةِ وَالْفَتْحَةِ. ونُخَيْلَةُ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ. وبَطن نَخْلَة بِالْحِجَازِ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ. ونَخْلٌ: ماءٌ مَعْرُوفٌ. وعَين نَخْل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:


(١). قوله [لِشَجَرِ النَّارَجِيلِ تَحْمِلُ كَبَائِسَ فِيهَا الْفَوْفَلُ] كذا في الأصل. وعبارة المحكم: لشجر النارجيل وما شاكله، فقال: أخبرت أن شجرة الْفُوفَلِ نَخْلَة مِثْلُ نَخْلَةِ النَّارَجِيلِ تَحْمِلُ كَبَائِسَ فِيهَا الْفَوْفَلُ إلخ. ففي عبارة الأصل سقط ظاهر
(٢). قوله [للئام] هو رواية المحكم هنا، وروايته في حنذ: للأعادي

<<  <  ج: ص:  >  >>