مِنْهُنَّ وَلَا يُحرِّمُهُنَّ قرابةُ بَعْضِهِنَّ مِنْ بَعْضٍ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد ابْنُ عَبَّاسٍ أَن يُخْبِرَ بالعِلَّة الَّتِي وَقَعَ مِنْ أَجْلِهَا تَحْريمُ الْجَمْعِ بَيْنَ الأُختين الحُرَّتَين فَقَالَ: لَمْ يَقَعْ ذَلِكَ بِقُرَابَةِ إِحداهما مِنَ الأُخرى إِذ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ يَحِلَّ وطءُ الثَّانِيَةِ بَعْدَ وَطْءِ الأُولى كَمَا يَجْرِي فِي الأُمِّ مَعَ الْبِنْتِ، وَلَكِنَّهُ وَقَعَ مِنْ أَجْلِ قَرَابَةِ الرَّجُلِ مِنْهُمَا فَحُرمَ عَلَيْهِ أَن يَجْمَعَ الأُختَ إِلى الأُخت لأَنها مِنْ أَصْهاره، فكأَن ابْنَ عَبَّاسٍ قَدْ أَخْرَجَ الإِماءَ مِنْ حُكْمِ الحَرائر لأَنه لَا قَرَابَةَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ إمائِه، قَالَ: وَالْفُقَهَاءُ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ لَا يُجِيزُونَ الْجَمْعَ بَيْنَ الأُختين فِي الحَرائر والإِماء، فَالْآيَةُ المُحَرِّمةُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ، وَالْآيَةُ المُحِلَّةُ قَوْلُهُ تعالى: ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ.
حرجم: حَرْجَمَ الإِبلَ: رَدَّ بعضَها عَلَى بَعْضٍ. وحَرْجَمْتُ الإِبل فاحْرَنْجَمَتْ إِذا رَدَدْتَها فَارْتَدَّ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ واجْتَمعت؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
عايَنَ حَيّاً كالحِراجِ نَعَمُهْ، ... يكونُ أَقْصى شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ
وَفِي حَدِيثِ
خُزَيْمَةَ: وَذَكَرَ السَّنة فَقَالَ تَرَكَتْ كَذَا وَكَذَا والذِّيخ مُحْرَنْجِماً
أَي مُنْقَبِضًا مُجْتَمِعًا كَالِحًا مِنْ شِدَّةِ الجَدْب أَي عَمَّ المَحْلُ حَتَّى نَالَ السِّباعَ وَالْبَهَائِمَ، والذِّيخُ: ذَكَرُ الضِّباع، وَالنُّونُ فِي احْرَنْجَمَ زَائِدَةٌ. الأَصمعي: المُحْرَنْجِمُ الْمُجْتَمِعُ. اللَّيْثُ: حَرْجَمْتُ: الإِبل إِذا رددتَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ؛ وأَنشد الْبَيْتَ:
يَكُونُ أَقْصى شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ
قَالَ الْبَاهِلِيُّ: مَعْنَاهُ أَن الْقَوْمَ إِذا فاجأَتهم الغارةُ لَمْ يَطْرُدُوا نَعَمَهُمْ وَكَانَ أَقْصى طردِهِمْ لَهَا أَن يُنِيخوها فِي مَبَارِكِهَا ثُمَّ يقاتِلوا عَنْهَا، ومَبْرَكُها هُوَ مُحْرَنْجَمُها الَّذِي تَحْرَنْجِمُ فِيهِ وَتَجْتَمِعُ وَيَدْنُو بعضُها مِنْ بَعْضٍ. الْجَوْهَرِيُّ: احْرَنْجَمَ القومُ ازْدَحَمُوا. والمُحْرَنْجِمُ: الْعَدَدُ الْكَثِيرُ؛ وأَنشد:
الدَّارُ أَقْوَتْ بَعْدَ مُحْرَنْجِمِ، ... مِنْ مُعْرِبٍ فِيهَا وَمِنْ مُعْجِمِ
واحْرَنْجَمَ الرجلُ: أَراد الأَمر ثُمَّ كَذَّبَ عَنْهُ. واحْرَنْجَمَ القومُ: اجْتَمَعَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ. واحْرَنْجَمَت الإِبل: اجْتَمَعَتْ وَبَرَكَتْ، اعْرَنزَم واقْرَنْبَعَ واحْرَنْجَمَ إِذا اجْتَمَعَ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:
إِن فِي بَلَدِنَا حَرَاجِمَةً
أَي لُصُوصًا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ كُتُبِ المتأَخرين، قَالَ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ وإِنما هُوَ بِجِيمَيْنِ، كَذَا جَاءَ فِي كُتُبِ الْغَرِيبِ وَاللُّغَةِ إِلّا أَن يَكُونَ قَدْ أَثبتها فَرَوَاهَا.
حردم: الحَرْدَمَةُ: اللجاج.
حرزم: حَرْزَمَهُ: ملأَه. وحَرْزَمَهُ اللَّهُ: لَعَنَهُ. وحَرْزَمٌ: رَجُلٌ. وحَرْزَمٌ: جَمَلٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ:
لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بعَلْطِ ... بلِيتِهِ عند وُضوحِ الشَّرْطِ
حرسم: الحِرْسِمُ: السَّمُّ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقَالَ مُرَّةُ: سَقَاهُ اللَّهُ الحِرْسِمَ وَهُوَ المَوْت. اللِّحْيَانِيُّ: سَقَاهُ اللَّهُ الحِرْسِمَ وَهُوَ السَّمُّ الْقَاتِلُ. وَيُقَالُ: مَا لَهُ سَقَاهُ الحِرْسِمَ وَكَأْسَ الذَّيفَان لَمْ أَسمعه لِغَيْرِهِ؛ قَالَ: رأَيته مُقَيَّدًا بِخَطِّهِ فِي كِتَابِ اللِّحْيَانِيِّ الجِرْسِم، بِالْجِيمِ، وَهُوَ الصَّوَابُ، وَلَيْسَ الجِرْسِمُ مِنْ هَذَا الْبَابِ هُوَ فِي الْجِيمِ. أَبو عَمْرٍو: الحَراسيمُ والحَراسِينُ السِّنون المُقْحِطاتُ. ابْنُ الأَعرابي: الحِرْسِمُ الزَّاوِيةُ.