للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابْنُ الأَعرابي:

أَصْبَحَ فِيهِ شَبَهٌ مِنْ أُمِّه: ... مِنْ عِظَمِ الرأْسِ وَمِنْ خُرْطُمِّه

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَدْ يَكُونُ الخُرْطُمُّ لُغَةً فِي الخُرْطومِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد الخُرْطُمَ فشَدَّدَه لِلضَّرُورَةِ وحَذَفَ الْوَاوَ لِذَلِكَ أَيضاً. والخَراطِيم لِلسِّبَاعِ بِمَنْزِلَةِ المناقيرِ لِلطَّيْرِ. وخَرْطَمَهُ: ضَرَبَ خُرْطومَهُ. وخَرْطَمَهُ: عَوَّجَ خُرْطومَهُ. واخْرَنْطَمَ الرجلُ: عَوَّجَ خُرْطومَهُ وَسَكَتَ عَلَى غَضَبِهِ، وَقِيلَ: رَفَعَ أَنفَهُ وَاسْتَكْبَرَ. والمُخْرَنْطِمُ: الْغَضْبَانُ الْمُتَكَبِّرُ مَعَ رَفْعِ رأْسه؛ وَقَالَ جَنْدَل يَصِفُ فُحولًا:

وهُنَّ يَعْمِينَ مِنَ المَلامِجِ ... بقَرَدٍ مُخْرَنْطمِ المَتَاوِجِ،

عَلَى عُيونٍ لجإِ المَلاحِجِ «١»

. مَلامِجُها: أَفواهها، والقَرَدُ: اللُّغامُ الجَعْدُ، والمَتاوِجُ تَتَتَوَّجُ بالعِمامة أَي صَارَ الزَّبَدُ لَهَا تَاجًا، والمَلاحِجُ: مَداخِلُ الْعَيْنِ، لجأٌ: قَدْ غَابَتْ. وَذُو الخُرْطومِ: سَيْفٌ بِعَيْنِهِ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ، وأَنشد:

تَظَلُّ لِذِي الخُرْطُومِ فيهِنَّ سَوْرَةٌ، ... إِذا لَمْ يُدافِعْ بعضَها الضَّيْفُ عَنْ بَعْضِ

وَمِنْ أَسماء الْخَمْرِ الخُرْطومُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

فغَمَّها حَوْلَيْنِ ثُمَّ استَوْدَفا ... صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفا

والخُرْطومُ: الْخَمْرُ السريعةُ الإِسكارِ، وَقِيلَ: هُوَ أَول مَا يَجْرِي مِنَ العِنَبِ قَبْلَ أَن يُداسَ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ:

وفِتْيَة غَيْرُ أَنْذالٍ دَلَفْتُ لَهُمْ ... بِذِي رِقاعٍ، مِنَ الخُرطُومِ، نَشَّاجِ «٢»

. يَعْنِي بِذِي الرِّقاعِ الزِّقَّ. ابْنُ الأَعرابي: الخُرْطُومُ السُّلافُ الَّذِي سَالَ مِنْ غَيْرِ عَصْرٍ. وخَراطِيمُ الْقَوْمِ: سَادَاتُهُمْ ومُقَدَّموهُمْ فِي الأُمور. والخُراطِمُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي دَخَلَتْ فِي السِّنِّ. والخُرْطُومان: جُشَمُ بْنُ الخَزْرَجِ، وَعَوْفُ بْنُ الخَزْرَجِ.

خزم: خَزَمَ الشيءَ يَخْزِمُهُ خَزْماً: شَكَّهُ. والخِزامَةُ: بُرَةٌ، حَلقَةٌ تُجْعَلُ فِي أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي الْبَعِيرِ، وَقِيلَ: هِيَ حَلقةٌ مِنْ شَعَرٍ تُجْعَلُ فِي وَتَرَةِ أَنفه يُشَدُّ بِهَا الزِّمامُ؛ قَالَ اللَّيْثُ: إِن كَانَتْ مِنْ صُفْرٍ فَهِيَ بُرَة، وإِن كَانَتْ مِنْ شَعَرٍ فَهِيَ خِزامةٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلُّ شَيْءٍ ثَقَبْتَهُ فَقَدْ خَزَمْتَهُ: قَالَ شَمِرٌ: الخِزامَةُ إِذا كَانَتْ مِنْ عَقَبٍ فَهِيَ ضانَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا خِزامَ وَلَا زِمامَ

؛ الخِزامُ جَمْعُ خِزامةٍ وَهِيَ حَلْقَةٌ مِنْ شَعَرٍ تُجْعَلُ فِي أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي الْبَعِيرِ، كَانَتْ بَنُو إِسرائيل تَخزِمُ أُنوفها وتَخْرِقُ تَراقِيَها وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ أَنواع التَّعْذِيبِ، فَوَضَعَهُ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، أَي لَا يُفْعَلُ الخِزامُ فِي الإِسلام، وَفِي الْحَدِيثِ:

وَدَّ أَبو بَكْرٍ أَنه وجَدَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَهْداً وأَنه خُزِمَ أَنفُه بخِزامَةٍ.

وَفِي حَدِيثِ

أَبي الدَّرْدَاءِ: اقْرَأْ عَلَيْهِمُ السَّلام ومُرْهُمْ أَن يُعْطوا الْقُرْآنَ بخَزائمهم

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ جَمْعُ خِزامةٍ، يريد


(١). قوله [لجأ] هكذا بالأَصل بدون ضبط
(٢). قوله [أَنْشَدَ أَبو حَنِيفَةَ وَفِتْيَةٌ إلخ] كذا بالأَصل، وعبارة المحكم: أنشد أَبو حنيفة:
وكأن ريقتها إِذا نبهتها ... بعد الرقاد تعل بالخرطوم
وقال الراعي وفتية إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>