وإِن لَمْ يُخاصِمْ، والخَصيم: الَّذِي يُخاصِمُ غَيْرَهُ. والخُصْمُ: طرَف الرَّاوِيَةِ الَّذِي بِحِيال العَزْلاءِ فِي مُؤَخَّرِها، وَطَرَفِهَا الأَعلى هُوَ العُصْمُ، وَالْجَمْعُ أَخْصامٌ، وَقِيلَ: أَخْصامُ المَزادَةِ وخُصُومُها زَوَايَاهَا. وخُصُومُ السَّحَابَةِ: جَوَانِبُهَا؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ سَحَابًا:
إِذا طَعَنَتْ فِيهِ الجَنُوبُ تَحامَلَتْ ... بأَعْجازِ جَرَّارٍ، تَداعَى خُصومُها
أَي تَجاوبَ جَوَانِبُهَا بِالرَّعْدِ، وطَعْنُ الجَنُوب فِيهِ: سَوْقُها إِياه، والجَرَّار: الثَّقِيلُ ذُو الْمَاءِ، تَحاملتْ بأَعجازه: دَفَعَتْ أَواخرَهُ خُصومُها أَي جوانُبها. والأَخْصامُ: الَّتِي عِنْدَ الكُلْيَةِ وَهِيَ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيُّ يَصِفُ الإِبل:
واهْتَجَمَ العِيدانُ مِنْ أَخْصامِها
والأُخْصُومُ: عُرْوَةُ الجُوالِقِ أَو العِدْل. والخُصْمُ، بِالضَّمِّ: جَانِبُ العِدْلِ وزاوِيَتُه؛ يُقَالُ لِلْمَتَاعِ إِذا وَقَعَ فِي جَانِبِ الوِعاء مِنْ خُرْج أَو جُوالِقٍ أَو عَيْبَةٍ: قَدْ وَقَعَ فِي خُصْمِ الوِعاءِ، وَفِي زَاوِيَةِ الْوِعَاءِ؛ وخُصْمُ كلِّ شَيْءٍ: طرفُه مِنَ المَزادَة والفِراش وَغَيْرِهِمَا، وأَما عُصُمُ الرَّوايا فَهِيَ الْحِبَالُ الَّتِي تُثْبَتُ فِي عُراها ويُشَدُّ بِهَا عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ، وَاحِدُهَا عِصامٌ. وأَعْصَمْتُ المَزادة إِذا شَدَدْتَهَا بالعِصاميْنِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى خُصْمِ كُلِّ شَيْءٍ جَانِبُهُ وَنَاحِيَتُهُ للطِّرمّاح:
تُزَجِّي عِكاكَ الصَّيْفِ أَخْصامُها العُلا، ... وَمَا نَزَلَتْ حَوْلَ المَقَرِّ عَلَى عَمْدِ
أَخْصامها: فُرَجُها. وَقَالَ الأَخطل: تَداعى خُصُومُها. وَفِي الْحَدِيثِ:
قَالَتْ لَهُ أُمُّ سَلَمَةَ أَراك ساهِمَ الوجْهِ أَمِنْ عِلَّةٍ؟ قَالَ: لَا ولكنَّ السبعةَ الدَّنانير الَّتِي أُتِينا بِهَا أَمْسِ نسيتُها فِي خُصْمِ الفِراش فبِتُّ وَلَمْ أَقسمها
؛ خُصْمُ الْفِرَاشِ: طَرَفُهُ وَجَانِبُهُ. وخُصْمُ كلِّ شَيْءٍ: طَرَفُهُ وَجَانِبُهُ. والخَصْمَة: مِنْ خَرَزِ الرِّجَالِ يَلْبِسُونَهَا إِذا أَرادوا أَن يُنَازِعُوا قَوْمًا أَو يَدْخُلُوا على سلطان، قربما كَانَتْ تَحْتَ فَصِّ الرَّجُلِ إِذا كَانَتْ صَغِيرَةً، وَتَكُونُ فِي زِرِّه، وَرُبَّمَا جَعَلُوهَا فِي ذُؤابة السَّيْفِ. وخَصَمْتُ فُلَانًا: غَلَبْتُهُ فِيمَا خاصَمْتُهُ. والخُصُومَةُ: مَصْدَرُ خُصَمْتُه إِذا غَلَبْتُهُ فِي الخِصام. يُقَالُ خَصَمْته خِصاماً وخُصُومَةً. وَفِي حَدِيثِ
سَهْل بْنِ حُنَيْفٍ يَوْمَ صِفِّينَ لَمَّا حُكِّمَ الحَكَمان: هَذَا أَمر لَا يُسَدُّ مِنْهُ خُصْمٌ إِلا انْفَتَحَ عَلَيْنَا مِنْهُ خُصْمٌ
؛ أَراد الإِخبار عَنِ انْتِشَارِ الأَمر وَشِدَّتِهِ وأَنه لَا يَتَهَيَّأُ إِصلاحُه وتَلافيه، لأَنه بِخِلَافِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الإِتفاق. وأَخْصامُ العينِ: مَا ضُمَّتْ عَلَيْهِ الأَشْفارُ. وَالسَّيْفُ يَخْتَصِمُ «٢» جَفْنَه إِذا أَكله من حِدَّتِه.
خضم: الخَضْمُ: الأَكل عَامَّةً، وَقِيلَ: هُوَ مَلءُ الْفَمِ بِالْمَأْكُولِ، وَقِيلَ: الخَضْمُ الأَكل بأَقْصى الأَضراس والقَضْمُ بأَدْناها؛ قَالَ أَيْمَنُ بْنُ خُرَيْم يَذْكُرُ أَهل الْعِرَاقِ حِينَ ظَهَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى مُصْعَبٍ: رَجَوْا بالشِّقاقِ الأَكل خَضْماً، فَقَدْ رَضُوا، أَخيراً مِنْ أَكْلِ الخَضْمِ، أَن يأْكلوا القضْمَا وَقِيلَ: الخَضْمُ أَكلُ الشَّيْءِ الرَّطْب خَاصَّةٌ كالقِثَّاء وَنَحْوِهِ، وكلُّ أَكل فِي سَعَة ورَغَد خَضْمٌ، وقيل:
(٢). قوله [والسيف يختصم] كذا ذكره الجوهري هنا وغلطه صاحب القاموس وصوب أَنه بالضاد المعجمة وأَقره شارحه وعضده بأن الأَزهري أَيضاً ضبطه بالمعجمة