للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَنَاقَةٌ مُخَضْرَمَةٌ: قُطعَ طرَف أُذنها. والخَضْرَمةُ: قَطْعُ إِحدى الأُذنين، وَهِيَ سِمَةُ الْجَاهِلِيَّةِ. وخَضْرَمَ الأُذن: قَطَعَ مِنْ طَرَفِهَا شَيْئًا وَتَرَكَهُ يَنُوسُ، وَقِيلَ قَطَعَهَا بِنِصْفَيْنِ، وَقِيلَ: المُخَضْرَمَةُ مِنَ النُّوقِ وَالشَّاءِ الْمَقْطُوعَةُ نِصْفِ الأُذن؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

خَطَبَنا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ مُخَضْرَمَةٍ

، وَقِيلَ: المُخَضْرَمَةُ الَّتِي قُطِعَ طَرَفُ أُذنها، وَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يُخَضْرِمونَ نَعَمَهُمْ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسلامُ أَمرهم النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، أَن يُخَضرِموا مِنْ غَيْرِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يُخَضْرِمُ مِنْهُ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ، وأَصل الخَضْرَمَةِ أَن يُجْعَلَ الشَّيْءُ بَيْنَ بَيْنَ، فإِذا قُطِعَ بَعْضُ الأُذن فَهِيَ بَيْنَ الوافِرَةِ والناقِصة، وَقِيلَ: هِيَ الْمَنْتُوجَةُ بَيْنَ النَّجَائِبِ والعُكاظِيَّات، وَمِنْهُ قِيلَ لِكُلٍّ مَنْ أَدْرَكَ الجاهلية والإِسلام: مُخَضْرَمٌ لأَنه أَدرك الخَضْرَمَتَيْنِ. وامرأَة مُخَضْرَمَةٌ: أَخطأَت خافِضَتُها فَأَصَابَتْ غَيْرَ مَوْضِعِ الخَفْضِ. وامرأَة مُخَضْرَمَةٌ أَي مَخْفُوضَةٌ. قَالَ إِبراهيم الْحَرْبِيُّ: خَضْرَمَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ نَعَمَهُمْ أَي قطعُوا مِنْ آذَانِهَا فِي غَيْرِ الْمَوْضِعِ الَّذِي خَضْرَمَ فِيهِ أَهلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَانَتْ خَضْرَمَةُ أَهل الإِسلام بَائِنَةً مِنْ خَضْرَمَةِ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ. وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ:

أَن قَوْمًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ بُيِّتُوا لَيْلًا وسِيقَ نَعَمُهُمْ، فَادَّعَوْا أَنهم خَضْرَمُوا خَضْرَمَةَ الإِسلام وأَنهم مُسْلِمُونَ، فَرَدُّوا أَموالهم عَلَيْهِمْ

، فَقِيلَ لِهَذَا الْمَعْنَى لِكُلِّ مَنْ أَدرك الْجَاهِلِيَّةَ والإِسلام: مُخَضْرَمٌ، لأَنه أَدرك الخَضْرَمتَينِ: خضْرمة الْجَاهِلِيَّةِ وخَضْرمة الإِسلام. وَرَجُلٌ مُخَضْرَمٌ: لَمْ يَخْتَتِنْ. وَرَجُلٌ مُخَضْرَمٌ إِذا كَانَ نصفُ عُمْرِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَنِصْفُهُ فِي الإِسلام. وَشَاعِرٌ مُخَضْرَمٌ: أَدرك الْجَاهِلِيَّةَ والإِسلام مِثْلَ لَبيدٍ وَغَيْرِهِ مِمَّنْ أَدركهما؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِلى ابنِ حَصانٍ، لَمْ تُخَضْرَمْ جدودُه، ... كثيرِ الثَّنا والخِيم والفَرْعِ والأَصْلِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَكثر أَهل اللُّغَةِ عَلَى أَنه مُخَضْرِمٌ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، لأَن الْجَاهِلِيَّةَ لَمَّا دَخَلُوا فِي الإِسلام خَضْرَمُوا آذَانَ إِبلهم لِيَكُونَ عَلَامَةً لإِسلامهم إِن أُغِيرَ عَلَيْهَا أَو حُورِبوا. وَيُقَالُ لِمَنْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ والإِسلام: مُخَضْرِمٌ، وأَما مَنْ قَالَ مُخَضْرَمٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، فَتَأْوِيلُهُ عِنْدَهُ أَنه قُطِعَ عَنِ الْكُفْرِ إِلى الإِسلام. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: خَضْرَمَ خَلَّطَ، وَمِنْهُ المُخَضْرِمُ الَّذِي أَدرك الْجَاهِلِيَّةَ والإِسلام. وَرَجُلٌ مُخَضْرَمٌ: أَبوه أَبيض وَهُوَ أَسود. وَرَجُلٌ مُخَضْرَمٌ: نَاقِصُ الحَسَبِ. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَيْسَ بِكَرِيمِ النَّسَبِ. وَرَجُلٌ مُخَضْرَمُ النَّسَبِ أَي دَعِيٌّ، وَقَدْ يُتْرَكُ ذِكْرُ النَّسَبِ فَيُقَالُ: المُخَضْرَمُ الدَّعِيُّ، وَقِيلَ: المُخَضْرَمُ فِي نَسَبِهِ الْمُخْتَلِطِ مِنْ أَطرافه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَعْرِفُ أَبواه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي وَلَدَتْهُ السَّراري؛ وَقَوْلُهُ:

فَقُلْتُ: أَذاكَ السَّهمُ أَهْوَنُ وَقْعَةً ... عَلَى الخُضْرِ، أَم كَفُّ الهَجينِ المُخَضْرَمِ؟ «١»

إِنما هُوَ أَحد هَذِهِ الأَشياء الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي الحَسَب والنسبِ. وَلَحْمٌ مُخَضْرَم، بِفَتْحِ الرَّاءِ: لَا يُدْرَى أَمن ذَكَرٍ هُوَ أَم من أُنثى. وطام مُخَضْرَمٌ: حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه الَّذِي لَيْسَ بحُلْوٍ وَلَا مُرّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَيْنَ الثَّقِيلِ وَالْخَفِيفِ. وَمَاءٌ مُخَضْرَمٌ: غَيْرُ عَذْبٍ؛ عَنْهُ أَيضاً. وَمَاءٌ خُضَرِمٌ؛ عَنْ يَعْقُوبَ: بَيْنَ الحلو والمِلْحِ.


(١). قوله [الخضر] هكذا في الأَصل

<<  <  ج: ص:  >  >>