جِنِّي: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِمَا جَمَعَهُ عَلَى فُعْلٍ أَبقى ضَمَّةَ الْفَاءِ فَانْقَلَبَتِ الْيَاءُ وَاوًا، وَيَكُونُ وَاحِدُهُ عَلَى هَذَا أَشْيَم، قَالَ: وَنَظِيرُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ عائِطٌ وعِيطٌ وعُوطٌ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ عُقْفانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ:
سَواءٌ عَلَيْكُمْ شُومُها وهجانُها، ... وَإِنْ كَانَ فِيهَا واضحُ اللَّوْنِ يَبْرُقُ
ابْنُ الأَعرابي: الشَّامَةُ الناقةُ السَّوْدَاءُ، وَجَمْعُهَا شامٌ. والشِّيمُ: الإِبلُ السُّودُ، والحِضارُ: البِيضُ، يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ عَلَى حَدِّ ناقةٌ هِجانٌ ونُوق هِجانٌ ودِرْع دِلاصٌ ودُروع دِلاصٌ. وشامَ السَّحابَ والبرقَ شَيْماً: نَظَرَ إِلَيْهِ أَيْنَ يَقْصِدُ وَأَيْنَ يُمْطر، وَقِيلَ: هُوَ النَّظَرُ إِلَيْهِمَا مِنْ بَعِيدٍ، وَقَدْ يَكُونُ الشَّيْمُ النظرَ إِلَى النَّارِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
وَلَوْ تُشْتَرى مِنْهُ لباعَ ثِيابَهُ ... بنَبْحةِ كلْبٍ، أَوْ بنارٍ يَشِيمُها
وشِمْتُ مَخايِلَ الشَّيْءِ إِذَا تَطَلَّعْتَ نَحْوَهَا بِبَصَرِكَ مُنْتَظِرًا لَهُ. وشِمْتُ البَرْقَ إِذَا نَظَرْت إِلَى سَحَابَتِهِ أَيْنَ تُمْطِرُ. وتَشَيَّمه الضِّرامُ أَيْ دخله؛ وقال ساعدة ابن جُؤَيَّةَ:
أفَعَنْكَ لَا بَرْقٌ، كأَنَّ وَمِيضَهُ ... غابٌ تَشَيَّمهُ ضِرامٌ مُثْقَبُ
وَيَرْوِي: تَسَنَّمه، يُرِيدُ أفَمِنْكَ لَا بَرْقٌ، ومُثْقَبٌ: مُوقَدٌ؛ يُقَالُ: أثْقَبْتُ النارَ أوْقَدْتُها. وانْشامَ الرَّجُلُ إِذَا صَارَ مَنْظُورًا إِلَيْهِ. والانْشِيامُ فِي الشَّيْءِ: الدخولُ فِيهِ. وشامَ السيفَ شَيْماً: سلَّه وَأَغْمَدَهُ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد، وَشَكَّ أَبُو عُبَيْدٍ فِي شِمْتُه بِمَعْنَى سللْته، قَالَ شَمِرٌ: وَلَا أَعْرِفُه أَنَا؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ فِي السَّلِّ يَصِفُ السيوفَ:
إِذَا هِيَ شِيمَتْ فالقوائِمُ تَحْتَهَا، ... وإنْ لَمْ تُشَمْ يَوْمًا عَلَتْها القوائمُ
قَالَ: أَرَادَ سُلَّتْ، وَالْقَوَائِمُ: مقابضُ السُّيُوفِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وشاهدُ شِمْتُ السَّيْفَ أغْمَدْتُه قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
بأَيدِي رجالٍ لَمْ يَشيموا سيوفَهُم، ... وَلَمْ تَكْثُرِ القَتْلى بِهَا حِينَ سُلَّتِ
قَالَ: الْوَاوُ فِي قَوْلِهِ وَلَمْ وَاوُ الْحَالِ أَيْ لَمْ يُغْمِدُوهَا والقَتْلى بِهَا لَمْ تَكْثُرْ، وَإِنَّمَا يُغْمِدونها بَعْدَ أَنْ تَكْثُرَ الْقَتْلَى بِهَا؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:
وَقَدْ كنتُ شِمْتُ السيفَ بَعْدَ اسْتِلالِه، ... وحاذَرْتُ، يومَ الوَعْدِ، مَا قِيلَ فِي الوعْدِ
وَقَالَ آخَرُ:
إِذَا مَا رَآنِي مُقْبِلًا شامَ نَبْلَهُ، ... ويَرْمِي إِذَا أَدْبَرْتُ عَنْهُ بأَسْهُمِ
وَفِي حَدِيثِ
أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: شُكِيَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالَ: لَا أَشِيمُ سَيْفاً سَلَّه اللهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ
أَيْ لَا أُغْمِدُه. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَالَ لأَبي بَكْرٍ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّة وَقَدْ شَهَرَ سيفَه: شِمْ سَيْفَك وَلَا تفْجَعْنا بنَفْسِك.
وَأَصْلُ الشَّيْمِ النظرُ إِلَى الْبَرْقِ، وَمِنْ شأْنه أَنَّهُ كَمَا يَخْفِقُ يُخْفَى مِنْ غَيْرِ تَلَبُّثٍ وَلَا يُشامُ إلَّا خَافِقًا وَخَافِيًا، فَشُبِّه بِهِمَا السَّلُّ والإِغْمادُ. وشامَ يَشِيمُ شَيْماً وشُيُوماً إِذَا حَقَّقَ الحَمْلَة فِي