للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَرْجَمَةِ دَعَعَ فِي التَّهْذِيبِ قَالَ: قرأْت بِخَطِّ شِمْرٍ للطِّرمَّاح:

لَمْ تُعالِجْ دَمْحَقاً بَائِتًا ... شُجَّ بالطَّخْفِ لِلَدْمِ الدَّعاعْ

قَالَ: اللَّدْمُ اللَّعْقُ.

لذم: لَذِمَ بِالْمَكَانِ، بِالْكَسْرِ، لَذْماً وأَلْذَمَ: ثَبَت ولَزِمَه وأَقام. وأَلذَمْتُ فُلَانًا بِفُلَانٍ إِلذاماً. ورجلٌ لُذَمَةٌ: لازمٌ لِلْبَيْتِ، يَطَّرِدُ عَلَى هَذَا بابٌ فِيمَا زَعَمَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِالْجَمْهَرَةِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي مَوْقُوفٌ. وَيُقَالُ للأَرْنب: حُذَمةٌ لُذَمة تَسبق الجَمْع بالأَكَمةِ؛ فحُذَمةٌ: حَدِيدَةٌ، وَقِيلَ: حُذَمة إِذا عَدَتْ أَسرعت، ولُذَمة: ثابتةُ العَدْو لَازِمَةٌ لَهُ، وَقِيلَ: إِتباع. واللُّذَمةُ: اللَّازِمُ لِلشَّيْءِ لَا يُفَارِقُهُ. واللُّذُومُ: لُزُومُ الْخَيْرِ أَو الشَّرِّ. ولَذِمَه الشيءُ: أَعجَبه، وَهُوَ فِي شِعْرِ الْهُذَلِيِّ. ولَذِمَ بِالشَّيْءِ لَذَماً: لَهِجَ بِهِ وأَلذَمَه إِيَّاه وَبِهِ وأَلهَجَه بِهِ؛ وأَنشد:

ثَبْت اللِّقاء فِي الحروبِ مُلْذَما

وأَنشد أَبو عَمْرٍو لأَبي الوَرْد الجعْديّ:

لَذِمْتَ أَبا حَسَّانَ أَنْبارَ مَعْشَرٍ ... جَنافَى عَلَيْكُمْ، يَطْلُبون الغَوائلا

وأُلْذِمَ بِهِ أَي أُولِعَ بِهِ، فَهُوَ مُلْذَم بِهِ. وَرَجُلٌ لَذُومٌ ولَذِمٌ ومِلْذَمٌ: مُولَع بِالشَّيْءِ؛ قَالَ:

قَصْرَ عَزِيز بالأَكالِ مِلْذَمِ

اللَّيْثُ: اللَّذِمُ المُولَع بِالشَّيْءِ، وَقَدْ لَذِمَ لَذَماً. وَيُقَالُ للشجاعِ: مِلْذَمٌ لعَلَثِه بِالْقِتَالِ، وَلِلذِّئْبِ مِلْذَم لعَلَثِه بالفَرْسِ. ولَذِمَ بِهِ لَذَماً؛ عَلِقَه؛ وأَما مَا أَنشده مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ:

زَعَمَ ابْنُ سيِّئةِ الْبَنَانِ بأَنَّني ... لَذِمٌ لآخُذَ أَرْبَعاً بالأَشْقَرِ

فَقَدْ يَكُونُ العَلِقَ وَعَلَى العَلِق، اسْتَشْهَدَ بِهِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَدْ يَكُونُ اللَّهِجَ الحَرِيص، وَالْمَعْنِيَانِ مُقتربان. وَيُقَالُ: أَلْذِمْ لفلانٍ كَرامتَك أَي أَدِمْها لَهُ. وأُمُّ مِلْذم: كُنْيَةُ الحُمَّى؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: بَعْضُهُمْ يقولها بالذال المعجمة.

لزم: اللُّزومُ: مَعْرُوفٌ. والفِعل لَزِمَ يَلْزَمُ، وَالْفَاعِلُ لازِمٌ وَالْمَفْعُولُ بِهِ ملزومٌ، لَزِمَ الشيءَ يَلْزَمُه لَزْماً ولُزوماً ولازَمَهُ مُلازَمَةً ولِزاماً والْتَزَمَه وأَلْزَمَه إِيَّاه فالْتَزَمَه. وَرَجُلٌ لُزَمَةٌ: يَلْزَم الشَّيْءَ فَلَا يفارِقه. واللِّزَامُ: الفَيْصل جِدًّا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ؛ أَي مَا يَصْنَعُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُهُ إِيَّاكم إِلى الإِسلام، فَقَدْ كذَّبتم فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً

؛ أَي عَذَابًا لَازِمًا لَكُمْ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فَيْصلًا، قَالَ: وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ عَنِ الْجَمَاعَةِ أَنه يَعْنِي يومَ بَدْرٍ وَمَا نَزَلَ بِهِمْ فِيهِ، فإِنه لُوزِمَ بَيْنَ القَتْلى لِزَاماً أَي فُصل؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِصَخْرِ الغَيّ:

فإِمَّا يَنْجُوَا مِنْ حَتْفِ أَرْضٍ، ... فَقَدْ لَقِيا حُتوفَهما لِزاماً

وتأْويل هَذَا أَن الحَتْف إِذا كَانَ مُقَدَّراً فَهُوَ لازِمٌ، إِن نَجَا مِنْ حَتْفِ مكانٍ لَقِيَهُ الحَتْفُ فِي مَكَانٍ آخَرَ لِزاماً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

لَا زِلْتَ مُحْتَمِلًا عليَّ ضَغِينَةً، ... حَتَّى المَماتِ يَكُونُ مِنْكَ لِزاماً

وقرئَ لَزاماً، وتأْويله فَسَوْفَ يَلْزمُكم تَكْذِيبُكُمْ لَزاماً وتَلْزمُكم بِهِ الْعُقُوبَةُ وَلَا تُعْطَوْن التَّوْبَةَ،

<<  <  ج: ص:  >  >>