للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَدْ تَكُونُ فِي الجُمَل إِذَا سُمِّيَ بِهَا مَعَانِي الأَفعال؛ أَلَا تَرَى أَنَّ قَوْلَهُ:

شابَ قَرْناها تُصَرُّ وتُحْلَبُ

هُوَ اسْمُ عَلم وَفِيهِ مَعَ ذَلِكَ مَعْنَى الذَّمِّ؟ وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ جَازَ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ:

وَلَا مُخالِطِ اللِّيانِ جانِبُه

مَعْطُوفًا عَلَى مَا فِي قَوْلِهِ نَامَ صَاحِبُهْ مِنْ مَعْنَى الْفِعْلِ. وَمَا لَهُ نِيمةُ ليلةٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه يَعْنِي مَا يُنام عَلَيْهِ لَيْلَةً وَاحِدَةً. ورجلٌ نَائِمٌ ونَؤُومٌ ونُوَمَةٌ ونُوَمٌ؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، مِنْ قومٍ نِيامٍ ونُوَّمٍ، عَلَى الأَصل، ونُيَّمٍ، عَلَى اللَّفْظِ، قَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً لِقُرْبِهَا مِنَ الطرَف، ونِيَّم، عَنْ سِيبَوَيْهِ، كَسَرُوا لِمكان الْيَاءِ، ونُوَّامٍ ونُيَّامٍ، الأَخيرة نَادِرَةٌ لِبُعْدِهَا مِنَ الطَّرَفِ؛ قَالَ:

أَلَا طَرَقَتْنا مَيَّةُ ابنَةُ مُنْذِرٍ، ... فَمَا أَرَّقَ النُّيَّامَ إِلَّا سَلامُها

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا سمع من أَبِي الْغَمْرِ. ونَوْم: اسْمٌ لِلْجَمْعِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وجمعٌ عِنْدَ غَيْرِهِ، وَقَدْ يَكُونُ النَّوْم لِلْوَاحِدِ. وَفِي حَدِيثِ

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: قَالَ لِلْحُسَيْنِ ورأَى نَاقَتَهُ قَائِمَةً عَلَى زِمامِها بالعَرْج وَكَانَ مَرِيضًا: أَيها النَّوْمُ أَيها النَّوْمُ فَظَنَّ أَنه نَائِمٌ فَإِذَا هُوَ مُثْبَتٌ وَجعاً

، أَراد أَيُّهَا النَّائِمُ فوضَع المصدرَ موضعَه، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ صَوْمٌ أَيْ صَائِمٌ. التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ نَوْمٌ وقومٌ نَوْمٌ وامرأَة نَوْمٌ وَرَجُلٌ نَوْمانُ كثيرُ النوْم. وَرَجُلٌ نُوَمَةٌ، بِالتَّحْرِيكِ: يَنامُ كَثِيرًا. وَرَجُلٌ نُوَمَةٌ إِذَا كَانَ خامِلَ الذِّكْر. وَفِي الْحَدِيثِ حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه ذَكَرَ آخرَ الزَّمَانِ والفِتَنَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا يَنْجو مِنْ شَرِّ ذَلِكَ الزَّمَانِ كلُّ مؤمنٍ نُوَمَةٍ أُولئك مصابيحُ العُلماء

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النُّوَمَة، بِوَزْنِ الهُمَزة، الخاملُ الذِّكْرِ الْغَامِضُ فِي النَّاسِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ الشَّرَّ وَلَا أَهلَه وَلَا يُؤْبَهُ لَهُ.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ لِعَلِيٍّ: مَا النُّوَمَةُ؟ فَقَالَ: الَّذِي يَسْكُت فِي الْفِتْنَةِ فَلَا يَبْدو مِنْهُ شَيْءٌ

، وَقَالَ ابْنُ المبارَك: هُوَ الغافلُ عَنِ الشرِّ، وَقِيلَ: هُوَ العاجزُ عَنِ الأُمور، وَقِيلَ: هُوَ الخامِلُ الذِّكر الغامِضُ فِي النَّاسِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي لَا يُؤْبَهُ لَهُ نُومةٌ، بِالتَّسْكِينِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ

سَلَمَةَ: فنَوَّمُوا

، هُوَ مُبَالَغَةٌ فِي نامُوا. وامرأَة نَائِمَةٌ مِنْ نِسْوة نُوَّمٍ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَكثرُ هَذَا الْجَمْعِ فِي فاعِلٍ دُونَ فاعلةٍ. وامرأَة نَؤُومُ الضُّحى: نائمتُها، قَالَ: وَإِنَّمَا حقيقتُه نَائِمَةٌ بالضُّحى أَوْ فِي الضُّحَى. واسْتَنَام وتَنَاوَمَ: طَلَبَ النَّوْم. واسْتَنَامَ الرجلُ: بِمَعْنَى تَناوَم شَهْوَةً لِلنَّوْمِ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ:

إِذَا اسْتَنَامَ راعَه النَّجِيُ

واسْتَنَامَ أَيضاً إِذَا سَكَن. وَيُقَالُ: أَخذه نُوَامٌ، وَهُوَ مثلُ السُّبات يَكُونُ مِنْ داءٍ بِهِ. ونَامَ الرجلُ إِذَا تواضَع لِلَّهِ. وَإِنَّهُ لَحَسنُ النِّيمةِ أَيِ النَّوْم. والمَنَامُ والمَنَامةُ: مَوْضِعُ النَّوْمِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا

؛ وَقِيلَ: هُوَ هُنَا العَينُ لأَن النَّوْم هُنَالِكَ يَكُونُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: أَيْ فِي عينِك؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَن مَعْنَاهَا فِي عَيْنِكَ الَّتِي تَنامُ بِهَا، قَالَ: وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ النَّحْوِ ذَهَبُوا إِلَى هَذَا، وَمَعْنَاهُ عِنْدَهُمْ إذْ يُرِيكَهم اللهُ فِي مَوْضِعِ مَنَامِكَ أَيْ فِي عينِك، ثُمَّ حَذَفَ الموضعَ وأَقام المَنامَ مُقامَه، قَالَ: وَهَذَا مذهبٌ حَسَنٌ، وَلَكِنْ قَدْ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ

أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَآهُمْ فِي النَّوْم قَلِيلًا وقَصَّ الرُّؤْيا

<<  <  ج: ص:  >  >>