للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَمِنْ ظُعنٍ كالدَّوْمِ أَشْرَفَ فَوقَها ... ظِباءُ السُّلَيِّ، وَاكِناتٍ عَلَى الخَمْلِ

أَي جَالِسَاتٍ عَلَى الطَّنَافِسِ الَّتِي وُطِّئتْ بِهَا الْهَوَادِجُ، والسُّلَيُّ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وَنَصْبُ وَاكِنَاتٍ عَلَى الْحَالِ. أَبو عَمْرٍو: الوَاكِنُ مِنَ الطَّيْرِ الواقعُ حَيْثُمَا وَقَعَ عَلَى حَائِطٍ أَو عُود أَو شَجر. والتَّوَكُّنُ: حُسْنُ الاتِّكاء فِي الْمَجْلِسِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

قلتُ لَهَا: إيَّاكِ أَن تَوَكَّنِي، ... فِي جِلْسةٍ عنديَ، أَو تَلَبَّني

أَي تَرَبَّعي فِي جِلْسَتِك. وتَوَكَّنَ أَي تَمَكَّنَ. والواكِنُ: الْجَالِسُ؛ وَقَالَ المُمَزَّقُ العَبْدِي:

وهُنَّ عَلَى الرَّجائز واكِناتٌ، ... طَويلاتُ الذوائبِ والقُرُونِ

وَفِي الْحَدِيثِ:

أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى وُكُناتِها

؛ الوُكُنات، بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِهَا وَسُكُونِهَا: جَمْعُ وُكْنة، بِالسُّكُونِ، وَهِيَ عُشُّ الطَّائِرِ ووَكْرُه، وَقِيلَ: الوَكْنُ مَا كَانَ فِي عُشٍّ، والوَكْرُ مَا كَانَ فِي غَيْرِ عُشٍّ. وسَيْرٌ وَكْنٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ:

إِنِّي سأُودِيك بسَيْرٍ وكَنْ

أَي شَدِيدٍ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: لَا أَعرفه.

وَلَنَ: التَّهْذِيبُ فِي أَثناء تَرْجَمَةِ نَوْلٍ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي التَّوَلُّنُ رَفْعُ الصِّياح عِنْدَ الْمَصَائِبِ، نَعُوذُ بِمُعَافَاةِ الله من عقوبته.

وَمِنَ: ابْنُ الأَعرابي: التَّمَوُّنُ كَثْرة النَّفَقَةِ عَلَى الْعِيَالِ، والتَّوَمُّن كَثْرَةُ الأَولاد، وَاللَّهُ أَعلم.

وَنَنَ: الوَنُّ: الصَّنْجُ الَّذِي يُضْرَب بالأَصابع، وَهُوَ الوَنَجُ، كِلَاهُمَا دَخيل مُشْتَقٌّ مِنْ كَلَامِ الْعَجَمِ. والوَنُّ: الضِّعْفُ، والله أَعلم.

وَهَنَ: الوَهْن: الضَّعف فِي الْعَمَلِ والأَمر، وَكَذَلِكَ فِي العَظْمِ وَنَحْوَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ

؛ جَاءَ فِي تَفْسِيرِهِ ضَعْفاً عَلَى ضَعْفٍ أَي لَزِمَها بِحَمْلِهَا إِيَّاهُ أَنْ تَضْعُف مَرّةً بَعْدَ مرَّة، وَقِيلَ: وَهْناً عَلَى وَهْنٍ أَي جَهْداً عَلَى جَهْدٍ، والوَهَنُ لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ «١»:

وَمَا إنْ بعَظْمٍ لَهُ مِنْ وَهَنْ

وَقَدْ وَهَنَ ووَهِن، بِالْكَسْرِ، يَهِنُ فِيهِمَا أَي ضَعُف، ووَهَنَه هُوَ وأَوْهَنَه؛ قَالَ جَرِيرٌ:

وَهَنَ الفَرَزْدَقَ، يومَ جَرَّدَ سيفَه، ... قَيْنٌ بِهِ حُمَمٌ وآمٍ أَرْبَعُ «٢»

. وَقَالَ:

فَلَئِنْ عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلًا، ... وَلَئِنْ سَطَوْتُ لأُوهنَنْ عَظْمِي

ورجُلٌ واهِنٌ فِي الأَمر وَالْعَمَلِ ومَوْهُون فِي العَظْم وَالْبَدَنِ، وَقَدْ وَهَنَ العَظْمُ يَهِنُ وَهْناً وأَوهنَه يُوهِنُه ووَهَّنْته تَوْهيناً. وَفِي حَدِيثِ الطَّوَافِ:

وَقَدْ وَهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِب

أَي أَضعفتهم. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: وَلَا واهِناً فِي عَزْمٍ

أَي ضَعِيفًا فِي رأْي، وَيُرْوَى بِالْيَاءِ:

وَلَا واهِياً فِي عَزْمٍ.

وَرَجُلٌ واهِنٌ: ضَعِيفٌ لَا بَطْش عِنْدِهِ، والأُنثى واهِنةٌ، وهُنَّ وُهُنٌ؛ قَالَ قَعْنَب بْنُ أُم صَاحِبٍ:

اللَّائماتُ الفَتى فِي عُمْرهِ سَفَهاً، ... وهُنَّ بَعدُ ضَعيفاتُ القُوَى وُهُنُ

قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ وُهُن جمع وَهُونٍ،


(١). قوله [قال الشاعر] هو الأَعشى كما في التكملة وصدره:
وما إن على قلبه غمرة
(٢). قوله [وآم أربع] ضبطت آم في المحكم بالجر كما ترى فيكون جمع أمة

<<  <  ج: ص:  >  >>