للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جُوفُ رَبابٍ ورِهٍ مُثْقَلِ

وَدَارٌ وارهةٌ: وَاسِعَةٌ. والوَرَهْرَهَةُ: المرأَة الْحَمْقَاءُ. والهَوَرْوَرةُ: الْهَالِكَةُ.

وفه: الوافِهُ: قَيِّمُ البِيعةِ الَّذِي يَقُومُ عَلَى بَيْتِ النَّصَارَى الَّذِي فِيهِ صَلِيبُهُمْ، بِلُغَةِ أَهل الْجَزِيرَةِ، كالواهِفِ، ورُتْبَتُهُ الوَفْهِيَّةُ. وَفِي كِتَابِهِ لأَهل نَجْرانَ: لَا يُحَرَّكُ راهبٌ عَنْ رَهبانيتِهِ، وَلَا يُغَيَّرُ وافِهٌ عَنْ وَفْهِيَّتِهِ، وَلَا قِسِّيسٌ عَنْ قسِّيسِيَّتِهِ. وَجَاءَ فِي بَعْضِ الأَخبار: واقِهٌ، بِالْقَافِ أَيضاً، وَالصَّوَابُ الفاء، ويروى واهِفٌ.

وَقَهَ: الوَقْهُ: الطَّاعَةُ، مَقْلُوبٌ عَنِ الْقاهِ، وَقَدْ وَقِهْتُ وأَيْقَهْتُ واسْتَيْقَهْتُ. وَيُرْوَى: واسْتَيْقَهُوا للمُحَلِّمِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّوَابُ عِنْدِي أَن الْقَاهَ مَقْلُوبٌ مِنَ الوَقْه، بِدَلَالَةِ قَوْلِهِمْ وَقِهْتُ واسْتَيْقَهْتُ، وَمِثْلُ الوَقْهِ والْقاهِ الوجهُ والجاهُ فِي الْقَلْبِ. وَرَوَى

الأَزهري عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: فِي كِتَابِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَهل نَجْرَانَ: لَا يُحَرَّكُ راهبٌ عَنْ رَهْبانِيَّتهِ، وَلَا واقِهٌ عَنْ وَقاهِيَتِه، وَلَا أُسْقُفٌّ عَنْ أُسْقُفِّيَّتِهِ، شَهِدَ أَبو سُفْيَانَ بنُ حَرْبٍ والأَقرعُ بْنُ حابِسٍ

؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ لَنَا أَبو زَيْدٍ، بِالْقَافِ، وَالصَّوَابُ وافِهٌ عَنْ وَفْهِيَّتهِ؛ كَذَلِكَ قَالَ ابْنُ بُزُرْج بِالْفَاءِ. وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي واهِفٌ، وكأَنه مقلوب.

وَلَهَ: الوَلَهُ: الْحُزْنُ، وَقِيلَ: هُوَ ذِهَابُ الْعَقْلِ وَالتَّحَيُّرِ مِنْ شِدَّةِ الْوَجْدِ أَو الْحُزْنِ أَو الْخَوْفِ. والوَلَهُ: ذِهَابُ الْعَقْلِ لفِقْدانِ الْحَبِيبِ. وَلهَ يَلِه مِثْلُ وَرِم يَرِمُ ويَوْلَهُ عَلَى الْقِيَاسِ، ووَلَه يَلِهُ. الْجَوْهَرِيُّ: وَلِهَ يَوْلَه وَلَهاً وولَهاناً وتَوَلَّه واتَّلَه، وَهُوَ افْتَعَلَ، فأُدغم؛ قَالَ مُلَيْحٌ الْهُذَلِيُّ:

إِذا مَا حَالَ دُونَ كلامِ سُعْدَى ... تَنائي الدارِ، واتَّلَه الغَيُورُ

والوَلَهُ يَكُونُ مِنَ الْحُزْنِ وَالسُّرُورِ مِثْلَ الطَّرَبِ. وَرَجُلٌ وَلْهانُ ووالِهٌ وآلِهٌ، عَلَى الْبَدَلِ: ثَكْلانُ. وامرأَة وَلْهَى ووالهٌ ووالِهَةٌ ومِيلاهٌ: شَدِيدَةُ الْحُزْنِ عَلَى وَلَدِهَا، وَالْجَمْعُ الوُلَّه، وَقَدْ وَلَّهها الحُزْنُ والجَزَعُ وأَوْلَهها؛ قَالَ:

حاملةٌ دَلْوِيَ لَا محمولَهْ، ... مَلأَى مِنَ الْمَاءِ كعينِ المُولَهْ

المُولَهُ: مُفْعَلٌ مِنَ الوَلَهِ، وَكُلُّ أُنثى فَارَقَتْ وَلَدَهَا فَهِيَ والِهٌ؛ قَالَ الأَعشى يَذْكُرُ بَقَرَةً أَكل السِّبَاعُ وَلَدَهَا:

فأَقبلَتْ والِهاً ثَكْلى عَلَى عَجَلٍ، ... كلٌّ دَهَاهَا، وكلٌّ عندَها اجْتَمعا

ابْنُ شُمَيْلٍ: نَاقَةٌ مِيلاهٌ، وَهِيَ الَّتِي فَقدت وَلَدَهَا فَهِيَ تَلِهُ إِليه. يُقَالُ: وَلَهَتْ إِليه تَلِهُ أَي تَحِنُّ إِليه. شَمِرٌ: المِيلاهُ الناقةُ تُرِبُّ بِالْفَحْلِ، فإِذا فَقَدَتْهُ وَلَهَتْ إِليه؛ وَنَاقَةٌ والِهٌ. قَالَ: وَالْجَمَلُ إِذا فَقَدَ أُلَّافَهُ فحنَّ إِليها والِهٌ أَيضاً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

وَلِهَتْ نفْسيَ الطَّرُوبُ إِليهم ... وَلَهاً حالَ دُونَ طَعْمِ الطعامِ

ولِهَتْ: حَنَّتْ. وَنَاقَةٌ والِهٌ إِذا اشْتَدَّ وَجْدُها عَلَى وَلَدِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: المِيلاهُ الَّتِي مِنْ عَادَتِهَا أَن يَشْتَدَ وجْدُها عَلَى وَلَدِهَا، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ سَحَابًا:

كأَنَّ المَطافِيلَ المَوالِيهَ وَسْطَه ... يُجاوِبُهُنَّ الخَيْزُرانُ المُثَقَّبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>