للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتَّوْلِيهُ: أَن يُفَرَّقَ بَيْنَ المرأَة وَوَلَدِهَا، زَادَ التَّهْذِيبُ: فِي الْبَيْعِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا تُوَلَّهُ والدةٌ عَلَى وَلَدِهَا

أَي لَا تُجْعَلُ وَالِهًا، وَذَلِكَ فِي السَّبَايَا، والوَلَهُ يَكُونُ بَيْنَ الْوَالِدَةِ وَوَلَدِهَا، وَبَيْنَ الإِخوة، وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَوَلَدِهِ، وَقَدْ وَلِهتْ وأَوْلهها غيرُها، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ:

لَا تُوَلَّه وَالِدَةٌ عَلَى وَلَدِهَا

أَي لَا يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا فِي الْبَيْعِ، وَكُلُّ أُنثى فَارَقَتْ وَلَدَهَا فَهِيَ والِهٌ. وَفِي حَدِيثِ

نُقَادَةَ الأَسَدِيِّ: غَيْرَ أَن لَا تُوَلِّه ذَاتَ وَلَدٍ عَنْ وَلَدِهَا.

وَفِي حَدِيثِ

الفَرَعَةِ: تُكْفِئُ إِناءَك وتُوَلِّه ناقَتَك

أَي تَجْعَلُها والِهَةً بِذَبْحِكَ وَلَدَهَا، وَقَدْ أَولَهْتُها ووَلَّهْتُها تَوْلِيهاً. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه نَهَى عن التَّوْلِيهِ والتَّبْرِيحِ.

وماءٌ مُولَهٌ ومُوَلَّهٌ: أُرْسلَ فِي الصَّحْرَاءِ فَذَهَبَ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ:

مَلأَى مِنَ الْمَاءِ كعينِ المُولَهْ

وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو:

تَمْشِي مِنَ الْمَاءِ كَمَشْيِ المُولَهْ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَعْنِي أَنها دَلْوٌ كَبِيرَةٌ، فَإِذَا رَفَعَهَا مِنَ الْبِئْرِ رَفَعَتْ مَعَهَا الدِّلاءَ الصِّغَار، فَهِيَ أَبداً حَامِلَةٌ لَا مَحْمُولَةٌ لأَن الدلاءَ الصغارَ لَا تَحْمِلُهَا؛ وَقَوْلُ مُليح:

فهنَّ هَيَّجْنَنا، لمَّا بَدَوْنَ لَنا، ... مِثْلَ الغَمامِ جَلَتْهُ الأُلَّهُ الهُوجُ

عَنى الرياحَ لأَنه يُسْمَعُ لَهَا حَنِينٌ كحَنينِ الرِّيَاحِ، وأَراد الوُلَّهَ، فأَبدل مِنَ الْوَاوِ هَمْزَةً لِلضَّمَّةِ. والمِيلاهُ: الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ الهُبُوبِ ذاتُ الحَنِين. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَزَعَمَ قَوْمٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ أَن الْعَنْكَبُوتَ تسمَّى المُولَه، قَالَ: وَلَيْسَ بثَبْتٍ. والمِيلَه: الفَلاةُ الَّتِي تُوَلِّه الناسَ وتُحَيِّرُهم؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كُلِّ مِيلَهِ ... بِنَا حَراجِيجُ المَهاري النُّفَّهِ

أَراد الْبِلَادَ الَّتِي تُوَلِّهُ الإِنسان أَي تُحَيِّرُهُ. والوَلِيهةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ. والوَلَهانُ: اسْمُ شَيْطَانٍ يُغْري الإِنسانَ بِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ عِنْدَ الْوُضُوءِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

الوَلَهانُ اسْمُ شَيْطَانِ الماءِ يُولِعَ الناسَ بِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ

؛ وأَما مَا أَنشده الْمَازِنِيُّ:

قَدْ صَبَّحَتْ حَوْضَ قِرىً بَيُّوتا، ... يَلِهْنَ بَرْدَ مائِه سُكُوتا،

نَسْفَ العجوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتا

قَالَ: يَلِهْنَ بردَ الْمَاءِ أَي يُسْرِعْنَ إِليه وإِلى شُرْبِهِ ولَهَ الوالِه إِلى وَلَدِهَا حَنِيناً.

وَمِهَ: وَمِهَ النهارُ وَمَهاً: اشْتَدَّ حرُّه. ابْنُ الأَعرابي: الوَمْهةُ الإِذْوابَةُ مِنْ كُلِّ شيءٍ.

وَهْوَهَ: الوَهْوَهَةُ: صِيَاحُ النِّسَاءِ فِي الحُزْنِ. ووَهْوَه الكلبُ فِي صَوْتِهِ إِذا جَزِعَ فردَّده، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. ووَهْوَهَ العَيْرُ: صَوَّتَ حَوْلَ أُتُنِه شَفَقَةً. وحمارٌ وَهْواهٌ: يَفْعَلُ ذَلِكَ ويُوَهْوِه حَوْلَ عانَتِه؛ قَالَ رؤْبة يَصِفُ حِمَارًا:

مُقْتَدِرُ الضَّيْعَةِ وَهْواهُ الشَّفَقْ

والوَهْوَهةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ الفَرَسِ إِذا غَلُظَ، وَهُوَ مَحْمُودٌ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّوْتُ الَّذِي يَكُونُ فِي حَلْقِه آخِرَ صَهِيله. وَفَرَسٌ وَهْواهُ الصَّهِيل إِذا كَانَ ذَلِكَ يَصْحَبُ آخِر صَهيلِه. أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ أَصوات الْفَرَسِ الوَهْوهةُ. وَفَرَسٌ مُوَهْوِهٌ: وَهُوَ الَّذِي يَقْطَعُ مِنْ نفَسِه شِبْهَ النَّهْمِ غَيْرَ أَن ذَلِكَ خلقةٌ مِنْهُ لَا يَسْتَعِينُ فِيهِ بحَنْجَرَتِه. قَالَ: والنَّهْمُ خروجُ الصوتِ عَلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>