للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَمَنْ يكُ سَائِلًا عَنِّي فإِنِّي ... بمَكَّة مَنْزِلي، وبِها رَبِيتُ

الأَصمعي: رَبَوْتُ فِي بَني فُلَانٍ أَرْبُو نَشَأْتُ فيهِم، ورَبَّيْتُ فُلَانًا أُرَبِّيه تَرْبِيَةً وتَرَبَّيْتُه ورَبَبْتُه ورَبَّبْته بِمَعْنًى وَاحِدٍ. الْجَوْهَرِيُّ: رَبَّيْته تَرْبِيَة وتَرَبَّيْته أَي غَذَوْتُه، قَالَ: هَذا لِكُلِّ مَا يَنْمِي كالوَلَد والزَّرْع وَنَحْوِهِ. وَتَقُولُ: زَنْجَبيل مُرَبّىً ومُرَبَّبٌ أَيضاً أَي مَعْمُولٌ بالرُّبِّ. والأُرْبِيَّة، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: أَصل الفَخِذِ، وأَصله أُرْبُوَّة فَاسْتَثْقَلُوا التَّشْدِيدَ عَلَى الْوَاوِ، وَهُمَا أُرْبِيَّتان، وَقِيلَ: الأُرْبِيَّة مَا بَيْنَ أَعْلى الفَخِذ وأَسْفَل البَطْنِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ أَصل الْفَخِذِ مِمَّا يَلِي البطنَ وَهِيَ فُعْلِيَّة، وَقِيلَ: الأُرْبِيّة قَرِيبَة مِنَ العانَة، قَالَ: وللإِنسان أُرْبِيَّتان وَهُمَا العانَة والرُّفْعُ تَحْتَها. وأُرْبِيَّة الرَّجُلِ: أَهلُ بَيْتِه وبنُو عَمِّه لَا تَكُونُ الأُرْبِيَّة مِنْ غَيْرِهِمْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وإِنِّي وَسْطَ ثَعْلَبةَ بنِ عمروٍ ... بِلا أُرْبِيَّة نَبَتَتْ فُروعا

وَيُقَالُ: جَاءَ فِي أُرْبِيَّةٍ مِنْ قَوْمِهِ أَي فِي أَهل بَيْتِهِ وبَنِي عَمِّهِ وَنَحْوِهِمْ. والرَّبْوُ: الجَماعة هُمْ عَشَرَةُ آلَافٍ كالرُّبَّة [كالرِّبَّة]. أَبو سَعِيدٍ: الرُّبْوة، بِضَمِّ الرَّاءِ، عَشَرَةُ آلَافٍ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْجَمْعُ الرُّبِي؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

بَيْنَا هُمُو يَنْتَظِرون المُنْقَضَى ... مِنَّا، إِذا هُنَّ أَراعِيلٌ رُبَى

وأَنشد:

أَكَلْنا الرُّبَى يَا أُمَّ عَمْروٍ، ومَنْ يَكُنْ ... غَرِيباً بأَرْضٍ يأْكُلِ الحَشَراتِ

والأَرْباء: الْجَمَاعَاتُ مِنَ النَّاسِ، وَاحِدُهُمْ رَبْوٌ غَيْرُ مَهْمُوزٍ. أَبو حَاتِمٍ: الرُّبْيَة ضَرْب مِنَ الحَشَرات، وَجَمْعُهُ رُبىً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الإِرْبِيَانُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ، وَقِيلَ: ضَرب مِنَ السمكِ بيضٌ كالدُّود يَكُونُ بِالْبَصْرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والرُّبْيَة: دُوَيْبَّة بَيْنَ الفَأْرة وأُمِّ حُبَيْنٍ. والرَّبْوُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَضَيْنا عَلَيْهِ بِالْوَاوِ لِوُجُودِنَا رَبَوْت وَعَدِمْنَا رَبَيت عَلَى مِثَالِ رَمَيت.

رتا: رَتَا الشيءَ يَرْتُوه رَتْواً: شدَّه وأَرْخاه، ضِدٌّ. وَرُوِيَ

عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ فِي الحَساءِ: إِنَّه يَرْتُو فُؤادَ الحَزِينِ ويَسْرو عَنْ فُؤادِ السَّقِيم

؛ قَالَ الأَصمعي: يَرْتُو فُؤَادَ الحَزِينِ يَشُدُّه ويُقَوِّيه؛ وَقَالَ لَبِيدٌ فِي الشَّدِّ يصفِ دِرْعاً:

فَخْمَةٌ دَفْراء تُرْتى بالعُرى ... قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ

يَعْنِي الدُّروعَ أَنه لَيْسَ لَهَا عُرىً فِي أَوْساطِها، فيُضَمُّ ذَيلُها إِلى تِلْكَ العُرى وتُشَدُّ إِلى فَوقُ لتَنْشَمِرَ عَنْ لَابِسِهَا، فَذَلِكَ الشَّدُّ هُوَ الرَّتْوُ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّتْوُ يَكُونُ شَدّاً وَيَكُونُ إِرْخاءً؛ وأَنشد للحرث يَذْكُرُ جَبَلًا وارتفاعَه:

مُكْفَهِرّاً عَلَى الحَوادِثِ لَا يَرْتُوهُ ... للِدَّهْرِ مُؤْيِدٌ صَمَّاءُ

أَي لَا تُرْخِيه وَلَا تُدْهِيهِ داهِيةٌ وَلَا تُغَيِّرُه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ لَا تَرْتُوهُ لَا تَرْمِيه، وأَصل الرَّتْوِ الخَطْوُ، أَراد أَنَّ الداهيةَ لَا تَخَطَّاه وَلَا تَرْمِيه فتُغيِّرَه عَنْ حَالِهِ وَلَكِنَّهُ باقٍ عَلَى الدَّهْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِنَّ الخَزِيرَة تَرْتُو فُؤَاد المَريضِ

<<  <  ج: ص:  >  >>