للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التَّهْذِيبِ: ورَضْوَى اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الأَخطل:

عفَا واسِطٌ مِنْ آلِ رَضْوَى فَنَبْتَلُ، ... فَمُجْتَمَعُ المَجْرَيْنِ، فالصَّبْرُ أَجْمَلُ

وَمِنْ أَسماء النِّسَاءِ رُضَيَّا بِوَزْنِ الثُّرَيّا، وَتَكْبِيرُهُمَا رَضْوَى وثَرْوى. ورَضْوَى: فَرَس سَعْدِ بْنِ شُجَاعٍ، وَاللَّهُ أَعلم.

رطا: الأَرْطَى: شَجَرٌ مِنْ شَجَرِ الرَّمْل، وَهُوَ أَفْعَلُ مِنْ وجْهٍ وفَعْلى مِنْ وجْه لأَنهم يَقُولُونَ أَديمٌ مأْروط إِذَا دُبِغَ بوَرَقِه، وَيَقُولُونَ أَديمٌ مَرْطِيٌّ، وَالْوَاحِدَةُ أَرْطاة ولُحوقُ تَاءِ التأْنيثِ فِيهِ يدلُّ عَلَى أَن الأَلف فِيهِ لَيْسَتْ للتأْنيث وَإِنَّمَا هِيَ للإِلحاق، أَو بُنِيَ الاسمُ عَلَيْهَا؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ذِئْبًا:

لمَّا رأَى أَنْ لَا دَعَهْ وَلَا شِبَعْ، ... مالَ إِلَى أَرْطَاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ

وأَرْطَتِ الأَرض: أَنْبَتَتِ الأَرْطى. والرَّوَاطِي: رِمالٌ تُنْبِتُ الأَرْطى؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

أَبْيَض مُنْهالًا منَ الرَّوَاطِي

وَرُوِيَ: مُنْهَلًّا مِن الرَّواطي، وفُسِّرَ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ فَقِيلَ: الرَّوَاطِي كُثْبانٌ حُمْر، والأَوَّلُ أَصحُّ. وأَديم مَرْطِيٌّ: مَدْبُوغٌ بالأَرْطى. والرَّاطِيَة والرَّوَاطِي: مَوْضِعٌ مِنْ شِقِّ بَنِي سَعْدٍ، قِيلَ: بَنِي سَعْد الْبَحْرَيْنِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

فِي دفِّ يَبْنِينَ مِن الرَّوَاطِي

الْجَوْهَرِيُّ: ورَاطِيَةُ اسمُ مَوْضِعٍ، وَكَذَلِكَ أُرَاطٌ؛ وَهُوَ فِي شِعْرِ عَمْرِو بْنِ كُلْثوم:

ونحنُ الحابِسونَ بذِي أُراطٍ، ... تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَّرينا «١»

. ورَطاها رَطْواً: نكَحَها، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْهَمْزِ. والرَّوَاطِي: مواضع معروفة.

رعي: الرَّعْيُ: مَصْدَرُ رَعَى الكَلأَ ونحوَه يَرْعَى رَعْياً. والرَّاعِي يَرْعى الماشيةَ أَي يَحوطُها ويحفظُها. والماشيةُ تَرْعَى أَي تَرْتَفِعُ وتأْكل. ورَاعِي الماشيةِ: حافظُها، صفةٌ غَالِبَةٌ غلَبةَ الِاسْمِ، وَالْجَمْعُ رُعَاةٌ مِثْلُ قاضٍ وقُضاةٍ، ورِعَاءٌ مِثْلُ جائعٍ وجِياعٍ، ورُعْيانٌ مِثْلُ شَابٍّ وشُبَّانٍ، كسَّروه تَكْسِيرَ الأَسماء كَحاجِرٍ وحُجْرانٍ لأَنها صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ عَلَى فَاعِلٍ يَعْتَوِرُ عَلَيْهِ فُعَلَة وفِعالٌ إِلَّا هَذَا، وَقَوْلُهُمْ آسٍ وأُساةٌ وإساءٌ. وَفِي حَدِيثِ الإِيمان:

حَتَّى تَرى رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُون فِي البُنْيان.

وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: كأَنه رَاعِي غَنَمٍ

أَي فِي الجَفَاء والبَذاذةِ. وَفِي حَدِيثِ

دُرَيْدٍ قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ لِمَالِكِ بْنِ عَوْفٍ: إِنَّمَا هُوَ رَاعِي ضأْنٍ مَا لَه وللحربِ

، كأَنه يَسْتَجْهله ويُقَصِّر بِهِ عَنْ رُتْبةِ مَنْ يَقُودُ الجُيوشَ ويَسُوسُها؛ وأَما قَوْلُ ثَعْلَبَةُ بْنُ عُبَيْدٍ العَدَوِيِّ فِي صِفَةِ نَخْلٍ:

تَبِيتُ رُعَاها لَا تَخافُ نِزاعَها، ... وَإِنْ لَمْ تُقَيَّدْ بالقُيودِ وبالأُبض

فَإِنَّ أَبا حَنِيفَةَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ رُعىً جمعُ رُعاةٍ، لأَن رُعاةً وَإِنْ كان جمعاً فإن لَفْظُهُ لَفْظُ الْوَاحِدِ، فَصَارَ كَمُهاةٍ ومُهىً، إِلَّا أَن مُهاةً وَاحِدٌ وَهُوَ ماءُ الْفَحْلِ فِي رَحِم النَّاقَةِ، ورُعَاة جَمْعٌ؛ وأَما قَوْلُ أُحَيْحَة:

وتُصْبِحُ حيثُ يَبِيتُ الرِّعَاء، ... وإنْ ضَيَّعوها وإنْ أَهْمَلُوا

إِنَّمَا عَنَى بالرِّعَاء هُنَا حَفَظَة النَّخْل لأَنه إِنَّمَا هُوَ فِي صِفَةِ النَّخِيل؛ يَقُولُ: تُصْبح النخلُ فِي أَماكنها لَا تَنْتَشِر كَمَا تَنْتَشِرُ الإِبل المُهْمَلة. والرَّعِيَّة: الماشيةُ الراعيةُ أَو المَرْعِيَّة؛ قال:


(١). رواية المعلقة: بذي أُراطى

<<  <  ج: ص:  >  >>