وخَصَّ مَرَّةً بِهِ السَّفا الَّذِي هُوَ بياضُ الشَّعَرِ الأَدْهم والأَشْقَرِ، والصِّفة كالصِّفة فِي الذَّكَرِ والأُنثى. وسَفا فِي مَشْيهِ وطَيَرانهِ يَسْفُو سُفُوّاً: أَسرَع. وسَفَت الريحُ التُّرابَ تَسْفِيه سَفْياً: ذَرَتْه، وَقِيلَ: حمَلَتْه فَهُوَ سَفِيٌّ، وتَسْفي الوَرَق اليبسَ سَفْياً. وتُرابٌ سافٍ: مَسْفِيٌّ، عَلَى النَّسَبِ أَو يَكُونُ فَاعِلًا فِي مَعْنَى مفعولٍ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: سَفَتِ الريحُ وأَسْفَتْ فَلَمْ يُعَدِّ وَاحِدًا مِنْهُمَا. والسافِياءُ: الريحُ الَّتِي تَحْمِلُ تُرَابًا كَثِيرًا عَلَى وَجْهِ الأَرض تَهْجُمُه عَلَى النَّاسِ؛ قَالَ أَبو دُواد:
ونُؤْي أَضَرَّ بِهِ السافِياء، ... كدَرْسٍ مِنَ النُّونِ حينَ امَّحَى
قَالَ: والسَّفى هُوَ اسمُ كلِّ مَا سَفَتِ الريحُ مِنْ كلِّ مَا ذَكَرْتُ. وَيُقَالُ: السافِياءُ الترابُ يذهَبُ مَعَ الرِّيحِ، وَقِيلَ: السافِياءُ الغُبارُ فَقَطْ. أَبو عَمْرٍو: السَّفَى اسمُ الترابِ وإنْ لَمْ تَسْفِه الرِّيحُ، والسَّفاةُ أَخصُّ مِنْهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
فَلَا تَلْمِسِ الأَفْعى يَداكَ تُرِيدُها، ... ودَعْها إِذَا مَا غَيَّبَتها سَفاتُها
وَفِي حَدِيثِ
كَعْبٍ: قَالَ لأَبي عُثْمَانَ النَّهْدي إِلَى جانِبِكم جبلٌ مُشْرِفٌ عَلَى البَصْرَة يُقالُ لَهُ سَنامٌ، قَالَ: نَعَم، قَالَ: فَهَلْ إِلَى جانِبِه ماءٌ كثيرُ السَّافِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَا يَرِدهُ الدَّجّالُ مِنْ مِياهِ العَرب
؛ السَّافِي: الريحُ الَّتِي تَسْفي الترابَ، وَقِيلَ للتُّراب الَّذِي تَسْفِيه الريحُ أَيضاً: سافٍ أَي مَسْفِيٌّ كماءٍ دافقٍ أَي مدفوقٍ، والماءُ السَّافِي الَّذِي ذكَرَه هُوَ سَفَوانُ، وَهُوَ عَلَى مَرْحَلة مِنْ بَابِ المِرْبَد بالبَصْرة. قَالَ غَيْرُهُ: سَفَوانُ، بِالتَّحْرِيكِ، مَوْضِعٌ قُرْبَ البَصْرة؛ قَالَ نافعُ بنُ لَقِيطٍ، وَقِيلَ هُوَ لمَنْظُورِ بنِ مَرْثَدٍ:
جَارِيَةٌ بسَفَوانَ دارُها، ... تَمْشي الهُوَيْنا ساقِطاً خِمارُها،
قَدْ أَعْصَرتْ، أَو قَدْ دَنا إعْصارُها
والسَّفى: الترابُ، وخصَّ ابْنُ الأَعرابي بِهِ الترابَ. المُخْرَج مِنَ البئرِ أَو القَبْر؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِكُثَيِّرٍ:
وحالَ السَّفى بَيْنِي وبينَك والعِدا، ... ورَهْنُ السَّفا غَمْرُ النَّقيبَةِ ماجِدُ
قَالَ: السَّفى هَنَا ترابُ الْقَبْرِ، والعِدَا الْحِجَارَةُ والصُّخور تُجْعَلُ عَلَى الْقَبْرِ؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ القَبْرَ وحُفَّاره:
وَقَدْ أَرْسَلوا فُرّاطَهُم، فتَأَثَّلوا ... قَلِيباً سَفاهَا كالإِماءِ القَواعِدِ
قَوْلُهُ: سَفاها الهاءُ فِيهِ لِلْقَلِيبِ، أَراد أَيضاً ترابَ الْقَبْرِ شبَّهه بالإِماء القَواعِد، وَوَجْهُ ذَلِكَ أَن الأَمة تَقْعُدُ مُسْتَوْفِزَةً لِلْعَمَلِ، وَالْحُرَّةُ تَقْعُدُ مطمئنَّة متربِّعة، وَقِيلَ: شبَّه التُّرَابَ فِي لِينِهِ بالإِماء الْقَوَاعِدِ، وهُنَّ اللَّواتي قعدنَ عَنِ الوَلَد فاجتَمَع عليهِنّ ذِلَّة الرِّق والقُعودِ فلِنَّ وذَلَلْن، واحدتُه سَفاةٌ. ابْنُ السِّكِّيت: السَّفى جمعُ سَفاةٍ، وَهِيَ ترابُ القُبورِ والبئرِ. والسَّفى: مَا سَفَتِ الريحُ عليكَ مِنَ التُّرَابِ، وفِعْلُ الرِّيحِ السَّفْيُ. والسَّوافي مِنَ الرِّياحِ: اللَّواتي يَسْفِين الترابَ. والسَّفى: السَّحاب. والسَّفى: شَوْكُ البُهْمَى والسُّنْبُلِ وكلِّ شَيْءٍ لَهُ شَوْك، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ أَطراف البُهْمَى، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ سَفاة. وأَسْفَتِ البُهْمَى: سَقَط سَفاها. وسَفِيَ الرجلُ سَفىً: مِثْلُ سَفِهَ سَفَهاً وسَفاءً مثلُ سَفِهَ سَفاهاً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: