للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنَّما سُمِّي بعلم المعاني (١)؛ لأنَّه -بالحقيقة- عبارة عن معرفة المعنى المفاد من التَّركيب؛ كما أنَّ علم البيان سُمِّي به؛ لأنَّه [-بالحقيقة-] (٢) عبارة عن معرفة بيان المُفاد.

قال الأستاذ (٣): محاسنُ الكلام وخواصُّه إمّا بحسب اللفظ؛ وهو البديع اللفظي، وإمَّا بحسب المعنى؛ وهو البديع المعنويّ، وإمَّا بحسب إفادة المُفاد؛ وهو علم المعاني، وإمَّا بحسب كيفيَّة إفادته؛ وهو علم البيان.

ويُسمَّى؛ أَي: ما يُفِيده التَّراكيب: خاصيَّة (٤) التَّركيب. وإنَّما يُراعِيها البليغ؛ أي: من له فَضْل تمييزٍ ومعرفة (٥)؛ لنُزوَل التَّراكيب


= الحكم؛ وهو: نفي الشَّكّ؛ فوجب حملُهما عليه.
(١) في الأصل، ب: "وإنَّما سُمِّي العلمُ بعلم المعاني" ولا مُسوِّغ للزِّيادة.
(٢) ما بين المعقوفين غير موجود في الأصل، ب. ومثبت من أ؛ وهو الموافق لما قبله.
(٣) لم أعثر على كلام أستاذه الإيجي الذي نقله هُنا فيما تيسّر لي من مؤلَّفات الرّجل ولعل المنقول في مؤلف آخر ما زال مخطوطًا مثل: "المدخل في علم المعاني والبيان والبديع" الّذي يُنسبُ له.
وفي أ: جاء عقب كلمة: "الأستاذ" جملة دعائيّة، هي: "قُدِّس سرُّه".
(٤) في ب: "خاصّة". وخصَّه بالشَّيء: أفرده به دونَ غيره. ينظر: اللسان: (خصص): (٧/ ٢٤).
وخاصيَّة التَّراكيب: ما يُميّزه ممَّا يختصُّ به ولا يكون مشتركًا بينه وبين غيره. وإنمّا ألحقوا اليَاءَ المشدَّدة للمبالغة في قُوَّة اختصاص كل تركيب به؛ بحيث لا تتجاوزه إلى غيره من التَّراكيب.
(٥) وذلك "بأَن يُميّز في الاستعمال بين أجناس التَّراكيب؛ كالطبيِّ، والخبريِّ، وبين أنواع كل منهما؛ كالأمر والنَّهي والاستفهام والتَّمنِّي والنِّداء للطلبي، والإثبات والنفي للخبريِّ، وبين أصناف كلِّ نوعٍ منهما؛ كالابتدائيِّ والطبيِّ والإنكاري، ويعرف أنّ لكلِّ منهما خاصِّية هو يفيدها فلا يُستعملُ الكلامُ الابتدائيُّ في مقامِ يستدعي الطلبي أَوْ الإنكاريَّ ولا بالعكس ... ". شرح الفوائد الغياثيّة. لمجهول:=

<<  <  ج: ص:  >  >>