للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا يفعلُه المشعِبدون (١) إذا أرادوا أن يجعلوا حبلًا من الحبالِ في صُورة حَيَّةٍ (٢)، فإنَّهم يقولون للنُّظّار: ما هذا؟، أليس حَبْلًا من قُطنٍ أو صوفٍ!، ويُكرِّرون ذلك لِئلّا يَغْفَلوا عند لبس الصُّورة الثانية، وخلع الصُّورة الجبليّةِ (٣) عنها.

وقد ذُكِر في "الكشَّاف" -أيضًا- وجهًا لسنا هنا لبيانِه (٤).

وقيلَ: كان فيها من المآرب الأخرى "أنه كان يَسْتقى بها؛ فتطول بطول البئر، ويصير شُعْبَتَاها دَلْوًا، ويكونان شمعتين بالليلِ، وإذا ظهر عدوٌّ حاربت عنه، وإذا اشتهى ثمرةً ركزها فأَوْرَقت وأَثْمرت، وكان يحملُ


(١) المُشَعْبِدون -بالذَال المهملة- جمع مُشَعْبِد، ويقال له -أيضًا-: مشعْوذ، وهو من يقوم بالشَّعبذة أو الشبعوذة؛ وهي: خفّة في اليَد وأخذٌ كالسحر يُرى الشَّيءَ بغير ما عليه أصله في رأي العين. ينظر: اللِّسان: (شعبد): (٣/ ٢٣٨)، و (شعذ): (٣/ ٤٩٥).
(٢) قوله: "في صورة حيَّة" ساقط من أ، ب.
(٣) في ب: "صُورة الجبلية".
(٤) قوله: "وقد ذُكر ... لبيانه" ساقط من ب.
أمَّا الوجه الذي ذُكر في الكشَّاف فهو قول الزّمخشري: (٣/ ٥٩): "ويجوز أن يُريد عزَّ وجلَّ: أن يُعدد المرافق الكثيرة التي علقها بالعصا ويستنكرها ويسْتعظمها، ثم يُريه على عَقِب ذلك الآية العظيمة؛ كأنه يقول له: أين أنت عن هذه المنفعة العظمى والمأربة الكبرى المنسيّة عندها كل منفعة ومأربة كنت تعتدّ بها وتحتفل بشأنها؟! ".
وإنما أهمله الشَّارح -رحمه الله- اكتفاءً بما قبله لعدم ترتب مزيد فائدةٍ في ذِكْره.

<<  <  ج: ص:  >  >>