للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها زَاده وسقاه، فجعلت تُماشيه، ويركزها فينبع الماءُ، فإذا رفعها نَضَبَ، وكانت تقيه الهوامَّ (١) " (٢).

الحادي عشر: التَّصريحُ في المسْنَد بالاسم للثبات، أي: ليُسْتفاد الثُبوت (٣) صريحًا؛ لأن أَصل الاسم الدّلالة على الثُّبوت. أو بالفعل للتَّجدُّد، نحو: "زيدٌ قام" (٤)، أو لتعيين أَحدِ الأَزْمنة الثلاثة باختصارٍ، كدلالةِ "قام" على الزَّمانِ الماضي باختصار؛ فإنَّه لو قال: "زيدٌ قائمٌ في


(١) الهوام: جمع هامة. وهو المخُوف من الأحناش. ينظر: الصحاح: (٥/ ٣٩٨).
(٢) وجميع هذه الأخبار المتقدمة نقلها الكرماني نصا عن الكشاف: (٣/ ٥٩ - ٦٠) وهي -ولا شك- من الإسرائيليات المنكرة الّتي وقع في شراكها الزمخشري؛ إضافة إلى اعتزالِه والأحاديثِ الضعيفة التي يموج بها تفسيره؛ مما صرف علماء السلف عنه ودفعهم إلى التحذير منه؛ كالحافظ الذهبي في ميزانه: (٤/ ٧٨)، وابن حجر في اللِّسان: (٦/ ٤)، وابن تيميّة في مقدمته في أصول التفسير ص (٨٦).
ولاعتماد الكرماني على تفسيره كثيرًا آثرت توضيحَ ذلك.
هذا، ويشير ابن كثير في تفسيره (٣/ ١٥٢) إلى تلك الأخبار بقوله: "قد تكلّف بعضهم لذكر شيء من تلك المآرب الّتي أبهمت قيل كانت تضئُ له بالليل وتحرس له الغنم ... وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة، والظاهر أنّها لم تكن كذلك، ولو كنت كذلك لما استنكر موسى -عليه الصّلاة والسّلام- صيرورتها ثعبانًا فما كان يفرّ منها هاربًا, ولكن كل ذلك من الأخبار الإسرائيليّة".
(٣) مثاله: "زيد عالم".
(٤) في ب: "قائم" وهو تحريف بالزيادة، أخرج المثال بالاسمية عن موطن الاستشهاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>