للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثَّاني: قال (١): (زيدٌ عرف) للتَّوكيدِ والتَّقويةِ؛ لأنَّه إذا أُخِّر كان فاعلًا إلّا نادرًا؛ نحو: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} (٢)؛ فإنَّه يجوزُ على المذهبِ النَّادرِ (٣) أن يكون (زيد) (٤) مؤخَّرًا، ولا يكون فاعلًا؛ بلْ يكون فيه ضميرُ فاعله، و (زيد) تأكيدٌ، أو بدلٌ منه (٥)، كما يُقالُ في الآيةِ: إِن الفاعلَ مُضمرٌ، و (الّذين) بدلٌ (٦)، فلا يقدّم [أي] (٧) لكونهِ


= الفوائد الغياثيّة مخطوط ل ٨٥ / أ): "إنّما كان دونه في التّقوية؛ لأن الهيئة التّركيبيّة العارضة للصّفة مع فاعلها ليست موضوعة لإيقاع النّسبة؛ بل لاتّصاف ذات الصّفة بنسبة معقولة؛ كالهيئة التّركيبيّة بين الموصوف والصّفة والمضاف والمضاف إليه. فلا يتكرّر الإسناد في نحو: (أنا عارف) لكن فيه دلالة على نسبة إسناديّة أوقعت فيكون دون (أنا عرفت) في التّقوية. . . هكذا إفادة الأستاذ رحمه الله".
(١) كلمة "قال" ساقطةٌ من ب. والمعنيُّ: السَّكَّاكيّ.
(٢) سورة الأنبياء، من الآية: ٣.
(٣) مراده بالمذهب النّادر ما يسمّى في عرف النحاة بلغة: "أكلوني البراغيث"، وقد صرّح سيبويه بورودها عن العرب ووصفها بأنها قليلة (الكتاب: ٢/ ٤٠).
وعلى هذه اللّغة بنو الحارث بن كعب. وحُكيت عن طيء وأزد شنوءة.
ينظر: شواهد التّوضيح؛ لابن مالك: (١٩١)، شرح ابن عقيل: (١/ ٤٢٩)، إعراب القرآن؛ للنّحّاس: (١/ ٢٩٥)، وخزانة الأدب: (١/ ١٣).
(٤) في أ: "زيدًا" ولا وجه لنصبه.
(٥) "منه" ساقطةٌ من أ.
(٦) ينظر: الكتاب: (٢/ ٤١).
(٧) ما بين المعقوفين غير موجود في الأصل، ومثبت من: أ، ب. وعلى مثله درج الشَّارح.

<<  <  ج: ص:  >  >>