للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تستفاد من تقديم، لأَنَّه لا تقديم فيه؛ [لأنّ الفعلَ إذا قُدِّر مقدّمًا لا يكون فيه تقديم بل التَّقوية إِنَّما تحصل بتكرار الجملة] (١) إلّا في نحو: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} (٢)؛ أي: المضمر على شريطة التفسير يحتملهما؛ إلَّا إذا كان بعد أمّا؛ نحو: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ}، فإِنَّه متعيّنٌ للتّخصيص لا يحتمل التَّأكيد؛ إذ لا يَصحُّ: (وأمَّا فهدينا (٣) ثمودَ فهديناهم) (٤)؛ وذلك بسبب استلزامه دخولَ فعلٍ؛ وهو (يكن)؛ لأنّ تقديره: (مهما يكن)، على فعلٍ؛ وهو: (فهدينا)؛ وهو مُحالٌ (٥) -كما قال النُّحاةُ (٦) -، وعُوّضَ (٧) بينها وبين فائها جزءٌ ممّا في


= النصُّ ينقطع بها السِّياق. والأقرب -والله أعلم- أنّها إيضاح للنّصّ وبيان لقوله: "كما مرّ" فهي عين كلام المصنّف المتقدّم ص: (٤٢٩). ويبدو أنَّ النّاسخ تلقفها خطأً وأدخلها ضمن كلام الشارح، كما أن اضطراب الناسخ في إثباتها ظاهر؛ حيث وردت كلمة "مرّ" قبلها، وثانية بعدَها.
(١) ما بين المعقوفين غير موجود في الأصل، ب. ومثبت من: أ، وفيه إيضاح للمعنى.
(٢) سورة فصّلت؛ من الآية: ١٧.
(٣) هكذا -أيضًا- في ف. وفي أ: "هدينا".
(٤) عبارة: "نحو. . . فهديناهم" ساقطةٌ من ب.
(٥) في أوردت العبارة هكذا: " (مهما يكن)؛ فعلى هذا لو دخل على الفعل؛ وهو {فَهَدَيْنَاهُمْ} لصار التّقدير: (مهما يكن فهديناهم)، وهو محال".
(٦) ينظر: شرح التسهيل لابن مالك: (١/ ١٢)، التذييل والتكميل لابن حيان: (١/ ٥٨)، نتائج التّحصيل في شرح كتاب التسهيل لمحمّد المرابط الدّلائي: (١/ ٢٠٤).
(٧) في الأصل: "وعرض"، والصواب من أ، ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>