للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو هما (١)؛ أي: الآيتانِ الشَّريفتانِ، يجوزُ أن تكونَا لاستحضار الصُّورةِ؛ أي: صُورةِ رؤيةِ المجرمين ناكسي الرُّؤوس قائلين لما (٢) يقولون في الأولى (٣)، وصورةِ إطاعتِه لهم في كلِّ ما عن لهم في الثَّانيةِ؛ نحو:

{وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا} (٤)؛ إذْ لم يقل: "فأثارتْ" كـ "أرسل" (٥)، استحضارًا لتلكَ الصّورةِ البديعةِ الدَّالَّةِ على القدرهّ الباهرة؛ من إثارةِ السَّحابِ مُسخّرًا بينَ السّماء والأرض. ونحو


= أمَّا البلاغيّون المحدثون من أمثال الشّيخ حامد عوني والشّيخ عبد المتعال الصعيدي فيميلون إلى رأى الزمخشريّ ويرجّحونه من وجهين:
"الأوَّل: أنّ القياس أن يعتبر الامتناع واردًا على الاستمرار؛ لأنَّ الفعل يوجد أولًا ثمّ يراد النَّفي عليه، واستفادة المعاني من الألفاظ إنَّما تكون على وفق ترتيبها.
الثّاني: أنّ العلَّة في نفي عنتهم إنَّما هي نفي استمراره -عليه الصَّلاة والسّلام- على طاعتهم، لا استمرار نفي الإطاعة الّذي أفاده الوجه الثَّاني؛ ذلك أنَّ استمرار نفي الإطاعة يقتضي نفي الإطاعة أصلًا بخلاف نفي الاستمرار على الإطاعة؛ فإنَّه يفيد ثبوتها، ومعلوم أنّ أصل الإطاعة لا يترتَّب عليه عنت؛ بل يبني عليه مصلحة هي استجلابهم، واستمالة قلوبهم". المنهاج الواضح: (٤/ ٢٨٦).
(١) هكذا -أيضًا- في ف. وفي ب: "وهما" والسِّياق يأباه.
(٢) هكذا في الأصل، المفتاح. وفي أ، ب: "بما".
(٣) في الأصل: "الأوَّل". والصَّواب من: أ، ب.
(٤) سورة فاطر، من الآية: ٩. والواو في بداية الآية ساقط من النّسخ كلّها.
(٥) في ب: "كما أرسل" وهو تحريف بالزِّيادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>