للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من المأمور حقيقة، أفادَ الوُجوب؛ أي (١): وجوب الفعل المطلوب، وإِلا (٢) فلا يُفيدُ الوُجوبَ؛ بل لا يُفيدُ إلا الطلبَ وحينئِذٍ؛ أي (٣): حين لَمْ يُفد إلا الطلب تولَّد بحسبِ القرائنِ ما يُلائمُ المقامَ؛ من دعاءٍ إن استعملَ (٤) على سبيلِ التَّضَرّع؛ نحو: (اللهمَّ اغفِر)، أو سُؤالٍ إن استعملَ على سبيل التَّلطّفِ؛ كقولِ كُلِّ أحدٍ لمن يُسَاويه في المرتبة: (اسقني مَاءً)، أو إذنٍ إن استُعمل في مقامِ الإباحةِ؛ نحو: (جالِس الحسن (٥) أو ابن سِيرين) (٦)؛ لمن يَسْتأذن في ذلك، أو تَهْدِيدٍ إِن استعملَ في مقامِ تَسَخُّط المأمورِ به، وعدم رِضَى الآمرِ بما أمر به نحو: {اعمَلُوا مَا شِئتم} (٧)، أو تمنٍّ إن


(١) "أي" ساقطة من أ، ب.
(٢) أي: إِنْ لم يصدر من أعلى.
(٣) "أي" ساقطة من أ، ب.
(٤) في الأصل: "يُستعمل" والصّواب من أ، ب، المفتاح. ويدلّ عليه ما بعدَه من أمثلة مشابهة.
(٥) هو أبو سعيد؛ الحسن بن يسار البصريُّ، أحدُ التَّابعين، وأحدُ العلماء الفقهاء النُّسَّاك. ولد في المدينة سنة ٢١ هـ، وتوفِّي بالبصرة سنة ١١٠ هـ.
ينظر في ترجمته: طبقات ابن سعد: (٧/ ١٥٦)، وفيَّات الأَعيان: (٢/ ٥٦ - ٥٩)، تذكرة الحفّاظ: (١/ ٦٦)، سير أعلام النُّبلاء: (٤/ ٥٦٣).
(٦) هو أبو بكر؛ محمّد بن سيرين البصريّ الأنصاريّ بالولاء، أحد التّابعين، وعالمٌ من علماء الدين. اشتهر بالورع وتعبير الرُّؤيا. ولد في البصرة سنة ٣٣، وتوفّي سنة ١١٠ هـ.
ينظر في ترجمته: طبقات ابن سعد: (٧/ ١٩٣)، وفيّات الأعيان: (٤/ ٣٥ - ٣٦)، سير أعلام النُّبلاء: (٤/ ٦٠٦).
(٧) سورة فصلت؛ من الآية: ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>