للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبَدَا الصَّباحُ كَأن غُرَّتَهُ (١) ... وَجْهُ الخَلِيفةِ حِينَ يُمْتَدحُ

فإنّه تعمُّدَ (٢) إيهامَ أن وجهَ الخليفةِ في الوضوح أتم من الصّباح، ويُسمّى بالتَّشبيهِ المقلوبِ (٣).

ومنه؛ أي: ممّا يعودُ الغرضُ إلى المشبّه به: {إنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} (٤)؛ في مقام إنّمَا الرِّبا مثلُ البيع؛ لأنَّ الكلامَ في الرِّبا لا في البَيْع؛ ذهابًا منهم (٥) إلى جعل -الرَّبا في بابِ الحلِّ- أَقْوى حالًا، وأعرفَ من البيع.

و {أَفَمَنْ يَخْلُقُ} (٦)؛ أي: ومنه: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ}؛ دون أن يقولَ بعَكْسه (٧) مع اقْتِضاءِ المقامِ بظَاهره إِيَّاه؛ لأنَّ عَبَدةَ الأصنامِ


= واستُشهد به في أسرار البلاغة: (٢٢٣)، ونهاية الإيجاز: (٢٢٠)، والمفتاح: (٣٤٣)، والإيضاح: (٤/ ٧٥).
وهو في المعاهد: (٢/ ٥٧).
(١) الغُرَّةُ -في الأَصل-: البياض في جَبْهَةِ الفرس. ينظر: اللِّسان: (غرر): (٥/ ١٥).
وهنا استعيرت لبياض الصبح.
(٢) قوله: "فإنه تعمّد" مكرّر في الأَصل.
(٣) وذلك "بأن يَجْعل فيه المشبّه مشبّها قصدًا إلى ادِّعاء أنَّه أكمل منه في وجه الشّبه".
بغية الإيضاح: (٣٨١٣)، ويبدو أنَّ أبا الفتح، عثمان بن جنِّي أوَّلُ من ألمح إليه تحت مسمَّى "غلبة الفروع على الأصول". ينظر: الخصائص: (١/ ٣٠٠).
(٤) سورة البقرة، من الآية: ٢٧٥.
(٥) أي: من مستحِلّي الرِّبا.
(٦) سورة النحل، من الآية: ١٧.
(٧) أي: أفمن لا يخلق كمن يخلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>