للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيهٌ:

قد يُعْتبرُ التشبيهُ في التَّضادِّ؛ لأنَّ الضِّدَّين مُتَشابهان؛ من حيثُ أن كل واحدٍ منهما ضدٌّ لصاحبه، فيُجعلُ التَّضادُّ وجْهًا تنْزيلًا له مَنْزلة المُشَابهة. يقال للجبانِ: "أسدٌ"، وللبخيلِ: "حاتم"، لتمليحٍ أَوْ تَهَكُّم؛ أي: استهزاء. وفي الكلام لفٌّ ونَشْرٌ (١)، والظاهر [أنَّه] (٢) على غير التَّرتيبِ (٣).

والتَّمليحُ: أن يُشارَ في فَحْوى الكلامِ إلى مَثَلٍ سائرٍ، أَوْ شِعْرٍ نادرٍ، أَوْ قِصَّةٍ مشهورةٍ، على معنى أَنْ (٤) يكون في الكلامِ ما يَنْتقلُ الذِّهنُ منه إلى شيء من ذلك، كقوله (٥):


(١) اللفُّ والنَّشر -كما عرَّفه السَّكاكي - (المفتاح: ٤٢٥): "أن تلفَّ بين شيئين في الذَّكر ثم تُتْبعهما كلامًا مشتملًا على متعلّق بواحد وبآخر من غير تعيين. ثقةً بأَن السَّامع يردّ كلَّا منهما إلى ما هو له. وسيأتي مَعَنَا -إنْ شاء الله تعالى- ص (٧٩٨) قسم التحقيق.
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبت من أ، ب.
(٣) فيكون قوله: "للجبان أسد" مثال للتهكم، وقوله: "للبخيل حاتم" مثال للتّمليح. والذي يبدو لي أن كل واحد من المثالين صالح لأَنْ يكون مثالًا للتَّهكّم والتَّمليح، وإنما يُفَرّقُ بينهما بحسبِ المقام؛ فإنْ كان الغَرضُ مجرَّدَ الملاحة والظرافة من غير قصد إلى استهزاء وسخريةٍ؛ فتمليحٌ، وإلا؛ فتهكّم. وعلى هذا الرَّأي سعد الدّين التَّفتازاني. المطوّل (٣٢٧).
(٤) هكذا في الأصْل. وفي أ، ب: "أنه".
(٥) البيتُ من البسيط، ولم أَعْثر على قائله. والبيت في العمدة: (٣١١)، وحسن التوسّل: (٦٢)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>