للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجازَ عقليٌّ لا لغويّ.

الثاني: أن التَّأويلَ في (أَنْبت)، وهو للتسبّب (١) العادي؛ وإنْ كان وضعه للتَّسبّب (٤) الحقيقي، وهو قول ابنُ الحاجب؛ صرَّح به في المنتهى.

الثّالثُ: أن التَّأويل في (الرَّبيع)، فإنَّه تُصُوِّر بصورة فاعل حقيقي؛ فأسند إليه ما يُسند إلى الفاعل الحقيقيّ، مثل فِعْلهم في قوله (٢):

صبحنا الخَزْرَجيَّة مُرهفَاتٍ ... أَباد ذَوي أَرُومَتِها ذَوُوها.

حيثُ جعلوا (٣) (المُرْهَفَات) شَرَابًا، وهو قولُ السَّكاكيِّ: إِنَّه من الاستعارة بالكنايةِ (٤).

الرّابعُ: أن التأويلَ في التَّركيب، وهو أنَّ (٥) كل هيئة تركيبيّةٍ وُضِعت بإزاءِ تأليفٍ معنويٍّ؛ وهذه وُضعت لملابسة (٦) الفاعليّة، فإذا


(١) الأَصل، أ: "التَّسبّب"، وفي ب: "السبب"، والصَّواب من مصدر القول.
(٢) البيتُ من الوافر. وقائله كعب بن زهير. قاله ضمن قصيدة قالها بعد قتال دار بين مزينة والخزرج. ويُروى -أيضًا-: "أبان" مكان: "أباد".
ينظر البيت في شرح ديوان الشّاعر للسّكري: (١١٢)، وشرح الحماسة للتّبريزيّ: (٣/ ١٩). ط. عالم الكتب.
واستشهد به كاملًا في المفتاح في قسم النّحو: (١٣٢). وبشطره الأَوَّل في قسمي المعاني والبيان: (٣٨٣).
(٣) في ب: "جعل".
(٤) ينظر ص: (٣٨٤).
(٥) "أن" ساقطة من ب.
(٦) في أ: "بملابسة".

<<  <  ج: ص:  >  >>