للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُسَمّى هذا الجَعل (١): استعارةً؛ لمكان المُناسبة؛ أي: لوجودها وثُبُوتها بينها وبَيْن معنى الاستعارةِ اللغويَّة، إذْ (٢) كان المشبِّهُ استعارَ حقيقةَ المشبَّه به للمشبَّه؛ حيثُ أدخلَ المشبِّهُ المشبَّه فيه، في جنسِ المشبَّهِ به وحقيقته، ادِّعاءً بأنَّه فردٌ من أَفْراده؛ كما يُستعارُ الثوبُ فإن المستعيرَ يُدخِل نَفْسَه في زِيِّ المستعار منه، لا يتفاوتان إلا في أن أحدهما -إذا فُتّش عنه- (٣) مالكٌ، والآخر ليس كذلك.

ولذلك؛ أي: ولما (٤) أنَّ الاستعارةَ إدخالٌ للمُشبَّه في جنس المُشَبَّه به وحقيقتِه وجعله فردًا من أفراده لا يَتَأتَّى؛ لا يصحُّ فِي العلمِ؛ لأنَّه لَمْ يوضع لمعنًى جنْسيّ، إلا بتضْمِين لفْظِ العَلَم وصفيّة؛ حتَّى يُتصوّرَ الإدخال والجعل؛ كـ (حاتِم) (٥)، لتضمين لفظ حاتم معنى الجُودِ، ولَفْظ (مَادِر) (٦)


(١) أي: جعل الشّيء الشّيءَ، أوْ جعل الشّيء للشيّءِ.
(٢) هكذا في الأَصل. وفي أ،: "إذ لو". وفي ب: "وإذ". أنها ما ورد في ف فهو: "إذا".
(٣) في الأَصل، ب: "عنها"، والصَّواب من: أ.
(٤) في أ، ب: "لما" بدون الواو.
(٥) هو أبو عديّ، حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي القحطانيّ. جاهليّ، شاعر، فارس، يضرب به المثل في الجود. له ديوان شعر مطبوع، توفّي في السَّنة الثامنة بعد مَوْلد النبيِّ صلى الله عليه وسلّم.
ينظر في ترجمته: الشعر والشّعراء: (٧٠)، تهذيب ابن عساكر: (٣/ ٤٢٠)، خزانة الأدب: (١/ ٤٩٤).
(٦) هو رجل من بن هلال بن عامر بن صَعصَعَة، ضرب به المثل في البخل. ينظر:=

<<  <  ج: ص:  >  >>