للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَرَى الثيابَ مِنَ الكتّان يَلْمَحُها ... نُورٌ مِنَ البدرِ أَحيانًا فيُبْلِيها

فَكَيفَ تَعجب أَن تَبْلَى مَعَاجِرها

[وهو جمع: المعجر؛ وهي: المقنعة] (١)

والْبَدرُ فِي كُلِّ وَقْتٍ طالع فِيها

وَجْهٌ؛ وهو اسم لم يكن، وذلك للاعترافِ بأَنه غيرُ جِنسِ المشبَّه به خارج عنه على ذلك التَّقدير.

والجوابُ عن القائلين بأنه ليس مجازًا لغويًّا: إِن الموضوعَ له، للفظِ الأسد هو الأسدُ حقيقةً، أي: الأسد الحقيقيّ، لا ادّعاء؛ وهما غيران، فلا يلزمُ من استِعماله في غير الموضوع له الحقيقيِّ اسْتعماله في غير الموضوع له الادّعائيّ.

وكلُّ ما ذكرتم من التَّوالي (٢) الأربع فهو للادّعاءِ، فلا يلزم عدمُ ادِّعاء الأسديّة له؛ لأنه (أسدٌ) ادّعاءً؛ ولا عدمُ كونه في قُوَّة إِنَّه ليس بآدميّ إِنَّما هو أَسَدٌ؛ لأنَّه (أسدٌ) ادِّعاءً، و [لا] (٣) أن لا يكوَنَ للتعجُّب


= واستُشهد بهما -برواية "تنكر" مكان "تعجب"- في أسرار البلاغة: (٣٠٦ - ٣٠٧)، والمفتاح: (٣٧١)، والمصباح: (١٣٠)، والإيضاح: (٥/ ٥٥)، وهما في المعاهد -عرضًا-: (٢/ ١٣٠).
(١) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل، ب. ومثبتٌ من: أ.
(٢) في ب: "البواقي".
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل. ومثبت من أ، ب. ويدلّ عليه المشابه بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>